ناقش برنامج عين على القدس في حلقته الأسبوعية، والتي عرضها التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تحريض الإعلام الإسرائيلي المتطرف على شخصيات مقدسية، بهدف النيل منهم سواء من قبل السلطات الإسرائيلية أو المتطرفين اليهود.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المعد في القدس، صورا لمنشور في صحيفة "العالم الصغير" التابعة لدولة الاحتلال تحمل عنوان "تعرفوا على محرضي القدس الشرقية"، وتضمن المنشور أسماء لـ 30 شخصية مقدسية مرفقة بصورهم ونبذة عن "توجهاتهم" بحسب ادعاء الصحيفة، بهدف التحريض عليهم والضغط على سلطات الاحتلال لملاحقتهم واعتقالهم.
وقال التقرير إن هذا الهجوم على الشخصيات المقدسية يأتي بالتزامن مع تحريض صحفيين ونشطاء يهود على مواقع التواصل الاجتماعي بالعلن، وبشكل جلي على قتل الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب، موضحا أن هذا التحريض يصدر عن "عناصر نشطة منها فتية التلال وحتى في المؤسسة الحاخامية، ومثال ذلك أن أحد الحاخامات ألف كتابا أسماه توراة الملك، يحرض فيه على قتل الأطفال الفلسطينيين، ويقترح بعض الأساليب التي من الممكن قتل هؤلاء الأطفال بها"، وفقاً لما قاله الصحفي المقدسي محمد عبد ربه.
وأشار التقرير إلى أن ناصر الهدمي هو أحد ضحايا هذه الصحيفة، بعد أن نشرت بأنه ناشط تابع لحركة حماس واتهمته بالتحريض في وسائل الإعلام ضد المتطرفين اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي كان مفاجأة له شخصياً، بحسب ما أكد في حديثه خلال التقرير.
وأوضح أنه لا يقرأ هذه الصحيفة وأنه علم عن الخبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن ما يحدث هو عبارة عن "تفاعلات مجتمع يريد إظهار أن هناك أشخاصا من ضمن مخابرات الاحتلال يعملون للتضييق على الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص".
المحامي المقدسي، حمزة قطينة، قال إن الجماعات اليمينية المتطرفة بعد أن وصلت إلى سدة الحكم وبسطت أذرعها في الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام، باتت تقوم بحملات تحريضية ضد الشخصيات والقيادات المقدسية بشكل عام، حيث أنها تقوم بين الحين والآخر بالتركيز على شخصيات معينة وتقوم بتسليط الضوء عليها للضغط على السلطات لاعتقال هذه الشخصيات وزجها في السجون.
بدوره، المختص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور علي الأعور، قال في حديثه للبرنامج عبر اتصال فيديو من القدس، إن القدس هي محور الصراع العربي الإسرائيلي، نظراً لمكانتها الدينية لدى العالمين العربي والإسلامي، وإن الأحداث التي وقعت بها خلال الفترة الأخيرة أعادتها إلى الواجهة، وجعلتها مفتاح السلام في الشرق الأوسط.
وأوضح الأعور أن الصحيفة التي قامت بنشر أسماء الشخصيات المقدسية والتحريض ضدهم أخيرا، تتبع للمتطرفين اليهود، لافتاً إلى أن هذا التحريض من الممكن أن يؤدي إلى المس بحياة هؤلاء الأشخاص، كما أنه يشجع على الإرهاب اليهودي المتطرف، ويدفع الجماعات اليهودية المتطرفة لارتكاب جرائهم قد تصل إلى القتل بحق الأشخاص الذين أشارت إليهم الصحيفة.
وأشار إلى أن الإسرائيليين يتعاملون مع التحريض من قبل الفلسطينيين بمعيار يختلف تماماً عن المعيار الذي يكيلون به بالتعامل مع التحريض اليهودي، ومثال ذلك أن المخابرات الإسرائيلية تقوم بالتعامل مع أي تأييد للعمليات الاستشهادية على أنه تحريض، وتقوم باعتقال من يكتب ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي وحبسه لفترة قد تتجاوز عشر سنوات، في حين أن القانون الإسرائيلي يحمي الإسرائيليين الذين يقومون بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، ويكتفي بإغلاق صفحة صاحب المنشور فقط.
وبين أن المنشور يتضمن شخصيات دينية ووطنية، وعلى رأسها الشيخ عكرمة صبري، الذي يرفض الاحتلال شأنه شأن كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، كما يرفضه القانون الدولي والأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي التي أقرت بأن ما يحدث على أرض فلسطين هو احتلال، وبالتالي فإن مقاومته شيء طبيعي.
وأكد الأعور أن هذا التقرير تم إعداده بعناية وبمشاركة جهات عديدة، لأن التفصيلات الشخصية والمعلومات المدرجة فيه عن الشخصيات الـ 30 يصعب الوصول إليها من قبل صحفي، لافتاً إلى أن المعلومات في الأغلب مقدمة من قبل المخابرات الإسرائيلية وجهات أخرى.
ولفت إلى أن الصهيونية الدينية المتطرفة دخلت على خط السياسة في دولة الاحتلال، وتمثل ذلك بدخول إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش للحكومة، حيث أعلنا بكل صراحة عن برنامج الصهيونية الدينية الذي يمثل سياسة خطيرة جداً، مبينا أن سموتريتش دعا قبل أيام إلى إحراق بلدة حوارة، في إشارة واضحة إلى أنه يريد حسم الصراع بالقوة، وفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
وأضاف الأعور أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى تحت الوصاية الهاشمية، وأن كل فلسطيني مستعد للدفاع عنه.
-- (بترا)