هذا الموقع تجريبي
Weather Data Source: weather for Amman

ثقافة انطلاق فعاليات النسخة الأولى من مبادرة علماء الغد
عمان 8 حزيران (المشهد الأخباري)- انطلقت، اليوم الأربعاء، في جامعة الحسين التقنية بمجمع الملك الحسين للأعمال في عمان، فعاليات النسخة الأولى من معرض مبادرة "علماء الغد"، بتنظيم السفارة الإيرلندية في الأردن، وبالتعاون مع مؤسسة ولي العهد والجامعة.
واشتمل حفل انطلاق الفعاليات، الذي رعته وزيرة الثقافة هيفاء النجار وكذلك سفير جمهورية إيرلندا في الأردن الدكتور فينسنت أونيل، على معرض لمشروعات اختراعات ومبادرات، شارك فيها طلبة 21 مدرسة من المدارس الحكومية والخاصة من عمان، يمثلون 5 محافظات في المملكة.
واستهلت الفعاليات بجولة للوزيرة والسفير الإيرلندي، بحضور مؤسس المبادرة في إيرلندا البروفيسور طوني سكوت ورئيس الجامعة الدكتور إسماعيل الحنطي، ورئيس جمعية علماء الغد في الأردن محمد طهبوب، وعدد من المعنيين، على المشروعات حيث استمعوا إلى الطلبة المشاركين عن مشروعاتهم ووظيفتها والأهداف والفائدة المرجوة منها.
ومبادرة علماء الغد هي مشروع وطني جديد، يهدف إلى تحفيز ومكافأة الشباب الذين يدرسون ويطبقون ويستفيدون من مجالات العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا.
ويستند إلى مفهوم مجرب وصحيح تم إطلاقه لأول مرة في أيرلندا منذ أكثر من 50 عامًا، ومنذ ذلك الحين تم تطبيقه في كينيا وتنزانيا، وتقرر الآن إنشاؤه في الأردن وتطويره من خلال التعاون مع سفارة ايرلندا ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة ولي العهد ومؤسسة الملكة رانيا، بهدف تعزيز الابتكار وتطوير المهارات اللازمة، وتشجيع الطلاب على استخدام المنهج العلمي في المجال المادي والعلوم البيولوجية والاجتماعية خارج إطار الفصل الدراسي.
وقدم طهبوب في كلمة ألقاها في الحفل شكره لكل من ساهم بنجاح إطلاق هذا المعرض والمبادرة في الأردن، منوها بأن المشروعات التي سيتم الاطلاع عليها في هذا المعرض ذات قيمة عالية ومميزة وهي فرصة للمجتمع الأردني للتركيز على الابتكار والإبداع ولمساعدة الشباب ليكونوا جزءًا من نظام الابتكار.
وألقى السفير أونيل كلمة قال فيها "إنه يوم عظيم للأردن وإيرلندا، البلدان الصغيران في الحجم والكبيران في العقول والأدوار، الدولتان اللتان اجتمعتا معا لإفساح المجال للشباب والشابات لتطوير العلوم والسعي لتحقيق الرفاه الاجتماعي لمجتمعاتهم ودولهم، مؤكدا دعم الحكومة الإيرلندية للحكومة الأردنية في مشروع علماء الغد".
وأشار مؤسس المبادرة البروفيسور سكوت، في كلمته، إلى أنه تم تأسيس جمعية علماء الغد عام 1965 في إيرلندا في الوقت الذي كان معظم الشعب الايرلندي لاجئا في العديد من الدول، وبهدف العمل على استثمار قدرات أبناء الشعب الايرلندي لتحقيق النهوض والارتقاء الاجتماعي والاقتصادي لجمهورية ايرلندا وشعبها.
ولفت إلى أن العديد من الشركات العالمية، لاسيما شركات الاتصالات والتواصل الرقمي وشركات الأدوية والأعمال الأخرى موجودة الآن في جمهورية ايرلندا بسبب توفر علماء شباب مما أسهم بدفع عجلة تطور الاقتصاد الايرلندي بسرعة أكبر.
وفي كلمتها، أكدت النجار أن الأردن قادر على الإنجاز بهمة مؤسساته الوطنية وشبابه وشاباته، مثمنة دور مؤسسة ولي العهد وجامعة الحسين التقنية في رعايتهما للشباب المبدعين.
وقالت: "إن جامعة الحسين التقنية من أهم جامعات العالم، وهي تخرج علماء إنسانيين في النهج"، لافتة إلى أن الأردن يؤمن بالحرية والعدالة ويقدم للعالم منجزا رغم محدودية إمكانياته ووقوعه في منطقة تحيط بها الأزمات.
وأثنت على جهود القائمين على المبادرة في الأردن والمدارس والطلبة المشاركين في مشروعاتهم في مبادرة "علماء الغد"، وخلال الحفل قدمت فرقة مدرسة راهبات الوردية فرع الشميساني والمكونة من 13 طالبة لوحات فنية راقصة من فنون الموروث الشعبي الأردني.
وقالت مديرة مدرسة الأميرة عالية الثانوية للبنات، إحدى المدارس المشاركة في معرض مشروعات المبادرة، ابتسام رمضان، لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، إن المدرسة شاركت في مسابقة المبادرة بواقع 4 مشروعات، 3 منها تتعلق بالبيئة والمشروع الرابع مشروع رقمي بعنوان: "الطبيعة حياة".
ولفتت إلى أن المدرسة تضم ضمن أنشطتها اللامنهجية "غرفة الموهوبين"، وتعنى بدعم إبداعات الطالبات ودمجهن في الأنشطة والمبادرات والمسابقات وإتاحة الفرصة لهن لإظهار مهاراتهن وقدراتهن الابداعية بهدف صقل شخصياتهن وتنميتها وتوجيههن نحو طرق التفكير الابداعي وحل المشكلات، لافتة إلى أن المدرسة شاركت عام 2021 في مسابقة المدرسة الدولية التي ينظمها المركز الثقافي البريطاني وحصلت على اعتمادية كاملة بوصفها مدرسة دولية مما يفتح لها آفاقا لتبادل الطلبة والمعلمين مع مدارس في بريطانيا.
المعلمة في مدرسة عالية والمشرفة على مشروع "رزق" أحد مشاريع المدرسة المشاركة في المبادرة، مها الجزازي، تحدثت لـ(بترا) عن المشروع، مبينة انه يهدف لتحقيق فائدة للبيئة والمجتمع من خلال إعادة استخدام مخلفات أو قشور نباتات من الفاكهة أو الخضروات ومنها قشر الرمان عبر عمليات تجفيف وطحن وإضافة مواد طبيعية أخرى لإنتاج معجون أسنان صحي.
بدورها، أوضحت الطالبة سما فتوح من الطالبات القائمات على مشروع "رزق" أنهن عملن على إعادة استخدام شعيرات نبات الذرة مع إضافة مواد طبيعية ووضعه في أكياس صغيرة وتقديمه كمشروب ساخن يفيد الجهاز الهضمي والكلى.
ومن مدرسة معدي الثانوية للبنين في لواء دير علا، قال منسق المشروع المشارك في المبادرة المعلم، زياد اليازجين، إن فكرة المشروع تتكئ على دمج التكنولوجيا الرقمية في تنفيذ التجارب المخبرية في المختبرات العلمية المدرسية بداية، والتي يمكن توسعتها وتكويرها لتشمل أكثر من ذلك وفي مجالات أخرى، من خلال استخدام حساسات تعمل على تسجيل قراءات ونتائج التجارب دون أن يفقد الطالب مهارة تنفيذ التجربة.
وقدم الطالب حسن علي، أحد الطلبة القائمين على مشروع مدرسة معدي، شرحا موجزا حول تفاصيل المشروع، موضحا الجوانب العلمية فيه، وأنه يعمل كذلك على مراقبة ارتفاعات وانخفاضات نسبة الأوكسجين، سيما في مناطق الأغوار مثل دير علا علاوة على تجارب حول النتح لدى النباتات والمزروعات وقياس درجة الرطوبة والصوت.
ووفقا لبيان صحفي سابق، صادر عن السفارة الايرلندية في الأردن، فإنه تم التخطيط، ابتداء من 2023، أن مبادرة علماء الغد ستكون المسابقة الوطنية الأساسية للعلوم والتكنولوجيا للمدارس في الأردن.
وبين أن الركائز الأساسية الثلاث لبرنامج علماء الغد، هي أنشطة التوعية والمعارض السنوية ومخيم التدريب، والتي ستوفر أنشطة التوعية والفرصة للطلاب والمعلمين للمشاركة في ورش العمل لمجموعة، متنوعة من الخبرات العلمية والعملية، بما في ذلك ورش العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
كما سيوفر معرض علماء الغد منصة للطلاب لعرض قدراتهم في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وربطهم بفرص التعاون في البحوث والمبادرات مع الحكومة والأوساط الأكاديمية والأعمال التجارية والمجتمع المدني وغيرها، وسيوفر مخيم التدريب للطلبة والمعلمين الفائزين في مسابقة المبادرة ورش عمل حول ريادة الأعمال والتواصل وحماية الملكية الفكرية للحصول على المهارات المهمة لتحويل أفكارهم إلى منتجات وأعمال قابلة للتحويل إلى واقع.