الأحداث المؤسفة بين فريقي الفيصلي والوحدات في رام الله ليست جديدة بين الفريقين، وكما جرت العادة، أدت إلى المناكفات التقليدية التي وجدت متنفساً مفتوحاً وواسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبادر وحدة الجرائم الإلكترونية لتعلن متابعتها للمنشورات التي تحض الكراهية وتثير النعرات.
معلق المباراة على التلفزيون الأردني، كان حكيماً وهو يوصف الحالة بطريقة تمثل ثقافته التي هي في الأساس الثقافة العامة لقطاع واسع من الأردنيين، فيتحدث في لجهة من الأسف حول مشكلة بين فريقين أردنيين على أرض محايدة.
الأرض المحايدة عبرت عن نفسها بوجود جمهور قليل، فمعظم المدرجات كانت خالية فعلياً، بمعنى أن نسبة معينة من الحضور كانت من مشجعي الوحدات في الأراضي الفلسطينية، والعزوف عن المباراة وحضورها في مجتمع يشهد القليل من الأحداث الطبيعية ذات الاجواء الاحتفالية يدلل على وجود وعي بأن الفلسطينيين لم يكونوا يريدون أن يعكسوا صورة التحيز.
في أحد الاسكتشات الساخرة لمجموعة من الشباب الفلسطيني المتمرد في برنامج بتسمية "إذاعة بدون حدود" تقدم فتاة من الفريق التابوهات في المجتمع الفلسطيني، ومن ضمنها، المملكة الأردنية الهاشمية، وبتجاوز الطبيعة الساخرة، نجد أن الأردن يعتبر أحد التابوهات لدى معظم الفلسطينيين الذين يدركون أنه الرئة التي تواصلت ترفدهم بالتواصل مع العالم، وينظر الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الجسر بين البلدين ويقارنون أداءه مع معبر رفح الذي يغلق لفترات طويلة ليحول قطاع غزة إلى سجن كبير.
في هذه الجزئية، تلقيت العديد من الملاحظات حول الجسور، من أهل الضفة الغربية، وكنت أدرك أن التجربة الشخصية ربما تترك انطباعات سلبية للغاية، لأنه لا يمكن أن تجد شخصاً يمتدح وصول الماء إلى منزله، بينما ستسمع أصوات الشكوى والتذمر في حالة انقطاع الماء لمدة ساعة، وهذه طبيعة الأشياء، كما أنني أوضحت أن الموقف هو العقلية الأمنية الأردنية وليس موجهاً للفلسطينيين، فالأردن يتخذ نفس الموقف تقريباً تجاه القادمين من دول تشهد اضطرابات سياسية أو صراعات أهلية مثل اليمن والسودان وليبيا، على الرغم من التكلفة الاقتصادية التي تنعكس في قطاعات حيوية مثل السياحة العلاجية.
ولنترك جانباً مواقفأً شخصية، حملتها وعبرت عنها تجاه جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واللاعب السياسي صاحب الوزن في السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن الرجل ظهرت عليه ملامح الصدمة والحيرة يذرع الملعب جيئة وذهاباً، ويفكر في احتواء الأزمة بطريقة أو بأخرى.
الفلسطينيون في الضفة الغربية ليسوا طرفاً في الأحداث المؤسفة، وهذه بضاعتنا ردت إلينا، ولكنها بضاعة ليست طيبة، واللاعبون جميعهم مسؤولون عن هذه الأحداث المؤسفة، المحتجون من لاعبي الفيصلي، ومقابل ذلك، تداخل غير مفهوم ولا مقبول من لاعبي الوحدات.
أين تكمن المشكلة؟
توجد حالة استقطاب عالية، وربما لست مع توجه الجرائم الالكترونية بالتدخل، فما نحتاجه حقيقةً هو أن نفهم ما الذي يحدث وما الخلفيات ومن يستفيد من هذه الحالة؟ من يحقق مكاسباً شخصية متغطياً بجمهور منفعل يحمل مشاعراً تقوم على أساس واقعي، وأفكاراً تنبني على مقدمات خاطئة، ولكم أن تتخيلوا كم هي حالة بائسة؟
إدارة نادي الوحدات الحالية يبدو أنها لم تكن يوماً على قدر المسؤولية، فبينما الأوضاع ساخنة في الملعب يتحدث رئيس النادي عن أداء فريقه! وهو الذي تحدث بخفة سابقاً عن شعوره أن كل هدف للوحدات يعيد جزءاً من فلسطين، في حالة من التسخيف، جعلته يحاول تقزيم فلسطين وقضيتها لمقاس نادي الوحدات، ولم يصحح له أحد، أن كل مدرسة تقربنا من فلسطين، وكل مستشفى، وكل وجبة صحية ينعم بها طفل يشعر بالأمن والدفء أهم من جميع أهداف الوحدات، وهي الروافع الحقيقية التي تقربنا من فلسطين.
في المقابل، ما زال يعايش الفيصلي، فكرة تأميم الهوية الأردنية، وقولبتها، وهذه فكرة ربما خدمت الأردن في مرحلة ما، ولكنها غير صالحة بالتأكيد للمستقبل، بل وهي أحد صور التنمية العرجاء، فالأصل، أنه نادٍ لا يختلف عن الصريح وسحاب والرمثا ومغير السرحان ومعان.
نحن بحاجة لأن ندفع بهذه الحالة بأكملها إلى غرفة الأشعة على مستوى الوطن، لا أن نبقى متحاملين ونعتبر ما تحدثه من ألم مجرد عارض سيذهب من الوقت، وبحاجة إلى نخبة حقيقية، تفهم التاريخ والواقع والمستقبل، وتتجرد، ما استطاعت، من المصالح التي يمكن أن تتحقق من هذه الحالة من الاستقطاب، ومن الأنوية والذاتية والشعبوية في الطرح والتعاطي.
الأحداث المؤسفة بين فريقي الفيصلي والوحدات في رام الله ليست جديدة بين الفريقين، وكما جرت العادة، أدت إلى المناكفات التقليدية التي وجدت متنفساً مفتوحاً وواسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبادر وحدة الجرائم الإلكترونية لتعلن متابعتها للمنشورات التي تحض الكراهية وتثير النعرات.
معلق المباراة على التلفزيون الأردني، كان حكيماً وهو يوصف الحالة بطريقة تمثل ثقافته التي هي في الأساس الثقافة العامة لقطاع واسع من الأردنيين، فيتحدث في لجهة من الأسف حول مشكلة بين فريقين أردنيين على أرض محايدة.
الأرض المحايدة عبرت عن نفسها بوجود جمهور قليل، فمعظم المدرجات كانت خالية فعلياً، بمعنى أن نسبة معينة من الحضور كانت من مشجعي الوحدات في الأراضي الفلسطينية، والعزوف عن المباراة وحضورها في مجتمع يشهد القليل من الأحداث الطبيعية ذات الاجواء الاحتفالية يدلل على وجود وعي بأن الفلسطينيين لم يكونوا يريدون أن يعكسوا صورة التحيز.
في أحد الاسكتشات الساخرة لمجموعة من الشباب الفلسطيني المتمرد في برنامج بتسمية "إذاعة بدون حدود" تقدم فتاة من الفريق التابوهات في المجتمع الفلسطيني، ومن ضمنها، المملكة الأردنية الهاشمية، وبتجاوز الطبيعة الساخرة، نجد أن الأردن يعتبر أحد التابوهات لدى معظم الفلسطينيين الذين يدركون أنه الرئة التي تواصلت ترفدهم بالتواصل مع العالم، وينظر الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الجسر بين البلدين ويقارنون أداءه مع معبر رفح الذي يغلق لفترات طويلة ليحول قطاع غزة إلى سجن كبير.
في هذه الجزئية، تلقيت العديد من الملاحظات حول الجسور، من أهل الضفة الغربية، وكنت أدرك أن التجربة الشخصية ربما تترك انطباعات سلبية للغاية، لأنه لا يمكن أن تجد شخصاً يمتدح وصول الماء إلى منزله، بينما ستسمع أصوات الشكوى والتذمر في حالة انقطاع الماء لمدة ساعة، وهذه طبيعة الأشياء، كما أنني أوضحت أن الموقف هو العقلية الأمنية الأردنية وليس موجهاً للفلسطينيين، فالأردن يتخذ نفس الموقف تقريباً تجاه القادمين من دول تشهد اضطرابات سياسية أو صراعات أهلية مثل اليمن والسودان وليبيا، على الرغم من التكلفة الاقتصادية التي تنعكس في قطاعات حيوية مثل السياحة العلاجية.
ولنترك جانباً مواقفأً شخصية، حملتها وعبرت عنها تجاه جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واللاعب السياسي صاحب الوزن في السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن الرجل ظهرت عليه ملامح الصدمة والحيرة يذرع الملعب جيئة وذهاباً، ويفكر في احتواء الأزمة بطريقة أو بأخرى.
الفلسطينيون في الضفة الغربية ليسوا طرفاً في الأحداث المؤسفة، وهذه بضاعتنا ردت إلينا، ولكنها بضاعة ليست طيبة، واللاعبون جميعهم مسؤولون عن هذه الأحداث المؤسفة، المحتجون من لاعبي الفيصلي، ومقابل ذلك، تداخل غير مفهوم ولا مقبول من لاعبي الوحدات.
أين تكمن المشكلة؟
توجد حالة استقطاب عالية، وربما لست مع توجه الجرائم الالكترونية بالتدخل، فما نحتاجه حقيقةً هو أن نفهم ما الذي يحدث وما الخلفيات ومن يستفيد من هذه الحالة؟ من يحقق مكاسباً شخصية متغطياً بجمهور منفعل يحمل مشاعراً تقوم على أساس واقعي، وأفكاراً تنبني على مقدمات خاطئة، ولكم أن تتخيلوا كم هي حالة بائسة؟
إدارة نادي الوحدات الحالية يبدو أنها لم تكن يوماً على قدر المسؤولية، فبينما الأوضاع ساخنة في الملعب يتحدث رئيس النادي عن أداء فريقه! وهو الذي تحدث بخفة سابقاً عن شعوره أن كل هدف للوحدات يعيد جزءاً من فلسطين، في حالة من التسخيف، جعلته يحاول تقزيم فلسطين وقضيتها لمقاس نادي الوحدات، ولم يصحح له أحد، أن كل مدرسة تقربنا من فلسطين، وكل مستشفى، وكل وجبة صحية ينعم بها طفل يشعر بالأمن والدفء أهم من جميع أهداف الوحدات، وهي الروافع الحقيقية التي تقربنا من فلسطين.
في المقابل، ما زال يعايش الفيصلي، فكرة تأميم الهوية الأردنية، وقولبتها، وهذه فكرة ربما خدمت الأردن في مرحلة ما، ولكنها غير صالحة بالتأكيد للمستقبل، بل وهي أحد صور التنمية العرجاء، فالأصل، أنه نادٍ لا يختلف عن الصريح وسحاب والرمثا ومغير السرحان ومعان.
نحن بحاجة لأن ندفع بهذه الحالة بأكملها إلى غرفة الأشعة على مستوى الوطن، لا أن نبقى متحاملين ونعتبر ما تحدثه من ألم مجرد عارض سيذهب من الوقت، وبحاجة إلى نخبة حقيقية، تفهم التاريخ والواقع والمستقبل، وتتجرد، ما استطاعت، من المصالح التي يمكن أن تتحقق من هذه الحالة من الاستقطاب، ومن الأنوية والذاتية والشعبوية في الطرح والتعاطي.