المشهد الأخباري - ستكون لوحة بورتريه لوسيان فرويد بريشة فرانسيس بيكون التي لم تظهر للعلن منذ نصف قرن في مقدمة الأعمال الفنية التي ستُعرض في مزادات هذا الموسم بمدينة لندن، حيث سيجري عرضها في مزاد سوذبيز "الفن البريطاني: موسم اليوبيل" في دار سوذبيز بتاريخ 29 يونيو. ويقدر سعرها بما يزيد على 35 مليون جنيه استرليني، حيث ستعرض في المزاد للمرة الأولى بعد أن بقيت في المجموعة الفنية الخاصة نفسها لمدة 40 عاماً.
رسمت لوحة البورتريه الكاملة في عام 1964 خلال ذروة مسيرة بيكون المهنية، وتُسقِط هذه اللوحة الضوء على الحوار القوي في الصداقة والتنافس التاريخي بين اثنين من عمالقة الفن والإلهام الذي نتجت عنه بعض من أعظم أعمالهما الفنية. التقى الفنانان لأول مرة قبل عشرين عاماً من رسم تلك اللوحة واستمرت صداقتهما لأكثر من 40 عاماً حتى انتهت نتيجةً للغيرة في منتصف الثمانينيات.
وعلى الرغم من اختلاف أساليبهما البصرية بشكل كبير، كان كلا الفنانَين ملتزمَين برسم الجسد البشري، ورسم كل منهما الآخر في مناسبات عديدة على مر السنين. وأصبح فرويد بالنسبة لبيكون موضوعاً متكرراً في لوحاته وواحداً من أهم موضوعات أعماله في فترة الستينيات، وهي فترة أوج عمله الفني التي أنتج خلالها بعضاً من أفضل لوحات البورتريه في مسيرته المهنية.
وأصبحت الصور بالأبيض والأسود التي التقطها صديقهما المشترك جون ديكين مصدراً أساسياً لإلهام بيكون حيث كان مهووساً برسم فرويد مراراً وتكراراً في فترة الستينيات. وتستند لوحة «دراسة بورتريه لوسيان فرويد» إلى إحدى الصور التي التقطها ديكين في وقت سابق من العام ذاته. وعلى عكس لوحات البورتريه الكبيرة الأخرى في تلك الفترة، تُظهر اللوحة فرويد بأقصى درجات الثقة.
رسمت لوحة «دراسة بورتريه لوسيان فرويد» في الأصل كلوحة مركزية من سلسلة ثلاثية واسعة، لكن قسّمها بيكون إلى ثلاثة أعمال فنية فردية بعد وقت قصير من رسمها. وتم تعليق اللوحات الثلاث معاً كجزء من معرض متنقل في هامبورغ وستوكهولم، بينما عُرضت اللوحة الحالية أيضاً في دبلن بمفردها. وتتواجد اللوحة اليسرى اليوم في مجموعة خاصة، بينما يوجد العمل الأيمن ضمن مجموعة أحد المتاحف.