تقرير: محمد الأحمد
مضى على إندلاع الثورة الإيرانية ما يزيد على أربعين عام، فيما تعد هذا الثورة نقطة
تحول بارزة في إنقلاب العلاقة الودية مع الكيان الصهيوني في عهد الشاه محمد البهلوي
إلى علاقة عدائية تناقلت وسائل الإعلام تداعياتها على مدى أربعة عقود ما بين تهديد
ووعيد جاب معظم الوسائل بازدهارها المقروءة فالمسموعة والمرئية منها والعصرية التي تغلبت
على منظومة شهدها الإعلام منذ نشأته كان عنوان حملتها "ما أريكم إلا ما أرى"
تطور الإعلام ،وحرب الخطابات الإيرانية الإسرائيلية لم تفعل.
إسرائيل تفاجئ إيران دوما هذا ما جاء على لسان رئيس الحكومة
الصهيونية بنيامين نتنياهو في جو مليء بالتهديدات التي جاءات تباعا على ألسنة قادة
الكيان بما فيهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي الذي تحدث عن مخاوفه
مباشرة من تقدم غير مسبوق لإيران في تخصيب اليورانيوم وهذا تحديدا ما يحاول الكيان
الإسرائيلي إيصال رسائل من خلاله تضع إسرائيل في صدارة المعرقلين للمشروع النووي أو
هو حتما محل إثارة مخاوف وجودية باتت تعتري الإحتلال مما دفع هليفي ان يلوح قائلا
:" أن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران وما تحاول أن تبنيه حولها." بالوقت نفسه كان رئيس مجلس الأمن القومي
الإسرائيلي تساحي هنغبي يصرح إعلاميا بأن
نتنياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية إذا استُنفدت كل الطرق.
من جانبه ، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي :" "العدو
بات يدرك أنه لا يمكن حذف قدرات إيران النووية"، وأكد أن الأعداء تمكنوا من
تضخيم قضايا غير مهمة وغير معقدة بشأن البرنامج النووي الإيراني" مشيرا
إلى ما أسماه إليه محمد إسلامي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية " بالنشاط
الإيراني السلمي" مؤكدا ان هناك رواية غير حقيقة بشان برنامج طهران النووي.
تأتي هذه التهديدات المفتوحة بين الطرفين على خلفية مناورة ميدانية قام بها حزب
الله في جنوب لبنان تظهر عناصر الحزب في عملية محاكاة لاقتحام مستوطنة اسرائلية
وأسر جنود مستعرضا كذلك أسرابا من الطائرات المسيرة وقصفها لمواقع اسرائيلية وهذا
ما دفع وزيرالدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للقول، بأن إيران تخوض حرب استنزاف ضد
إسرائيل عبر وكلائها القريبين من حدودها قاصدا بذلك حزب الله على وجه الخصوص وفصائل
المقاومة الفلسطينية في غزة.
تشير إسرائيل إلى أن إيران اتجهت نحو تطور سلبي قد يؤدي لعمل عسسكري عاجل أو ما
أسمته باتخاذ الخطوة الاخيرة
وهذا الذي اعتبرته إيران ترويعا للأمن الإيراني يهدف إلى منعها من اتخاذ قرار
سياسي بامتلاك سلاح نووي.
في ظل هذه التهديدات يشنغل المحللون والسياسيون في تقديم إرهاصات تعمل على توضيح
استباقي للمشهد تتمحور حول الإجابة على أسئلة كان منها هل ستشهد الأيام القادمة
جولة تصعيد عسكري بين الطرفين أم أنها ستقتصر على جولة تهديدات تبقيها عالقة في
عهدها الأول؟.