كتبه: محمد
الأحمد.
لا تقتصر معاناة الأسير الفلسطينيّ على ما يعتريه من خشونة سجنه وظلم سجانه فقد تتجاوز آلامه هذا الحد الذي يخاله الناظر في شؤون الأسرى جل المعاناة إلى الحرمان والقهر وما قد يحدثه عامل المرض خاصة في بيئة مليئة بالإهمال الممنهج على كافة الأصعدة .
الأسير وليد نمرالدقة (60 عاما) يعاني من سرطان النخاع الشوكي تم نقله صباح الأثنين
22/5/2023 إلى مستشفى (أساف هروفيه) نتيجة تدهور في حالته الصحية وفقا لما أدلت به هيئة شؤون الأسرى.
من وليد الدقة ؟!
يعد الأسير الدقة أحد أعلام الحركة الأسيرة ورموزها فله العديد من المؤلفات التي
ضج بها المجتمع المحلي الفلسطيني ومنها ما جال المنطقة العربية لينافس على المراتب
الأولى كرواية حكاية سر الزيت التي حازت على جائزة اتصالات الإماراتية لأدب
اليافعين كما وكتب في أساليب الإحتلال المتطورة في محاربة وعي الأسرى في كتابه صهر الوعي.
سُجن الدقة في عام 1984على خلفية إتهامٍ بقتل الجندي "موشي تمّام" وجهها الإحتلال لكل
من الدقة ورفاقه في جهازعسكري سري زُعم أنه تابع للجبهة الشعبية بقيادة "إبراهيم
الراعي" وحكم على إثرها بالمؤبد ليتم في هذا العام 38 سنة في زنازين الإحتلال
قضاها في مجابهة سجانه.
فيما لم تتنوع توجهات الدقة حراكيا وسط مزيج فكري في الساحة الفلسطينية إلا أنه
مال كل الميل إلى دعاة القومية العربية التحررية بما فيهم حزب التجمع الوطني الديموقراطي
برئاسة عزمي بشارة وتجلى ذلك برسالة أرسلها إلى عزمي بشارة
من خلف القضبان تحت عنوان "الزمن الموازي" مسلطا في رسالته الضوء على
عذابات الأسر قائلا فيها : " أكتب لكم من الزمن الموازي حيث ثبات المكان، لا
نستخدم نفس وحدات زمنكم العادية كالدقائق والساعات، إلاّ حين يلتقي خطا زماننا
وزمانكم عند شبك الزيارة".
علاوة على ذلك تجسدت معاناة الأسير بحرمانه من الإتصال بزوجه "سناء سلامة"
التي عقد قرانه عليها من خلف القضبان في زواج تعارف عليه الأسرى كنوع اخرمن النضال
الذي يحاول الأسير من خلاله أن يوجه رسالة إلى الإحتلال يعبر فيها عن صموده
وعزيمته في المضي قدما نحو التحرير.
وليد الدقة في مستشفى أساف هروفيه.
قالت زوجة الأسير الفلسطيني "الدقة" سناء سلامة :" نُقل وليد على عجل إلى قسم الطوارئ في المستشفى، من دون إبلاغ عائلته بوضعه الصحي كما ويمكث الان في قسم الطوارئ مضيفة أن الإحتلال منعهم من الأقتراب من القسم وعاملهم معاملة همجية إلا أنهم توصلوا لحالة الأسير الصحية عن طريق الأطباء مضيفة أن التقرير الطبي توصل إلى أنّ الأسير تعرّض لتلوّث بعد العملية الجراحية بسبب الإهمال الطبي، مؤكّدةً أنّها بصدد اتباع مسار قانوني للمطالبة بالإفراج عنه بعد انتهاء مدته القانونية التي مُدّدت لعامين.
في وسط هذه الحالة الحرجة التي يمر بها الأسير "وليد الدقة" طالبت عائلته
بالإفراج عنه لتلقي العلاج الفوري دون قيود كما وحملت سلطة السجون المسؤولية عن
حياته في ظل عدم توافر البيئة العلاجية الملائمة .
في ظل هذا السناريو المكرر في سياسة الإحتلال الإهمالية تجاه الأسرى تبقى حياة الأسير
"الدقة" على المحك ما لم يتنازل الإحتلال للإفراج عنه وسط نزال يخوضه الأسير
بقيود وزنزانة صدئة ومرض يضع الأسير طريح فراشه يثقل كاهله بأوجاع امتزجت بعذابات
الأسر أمام سجان يساومه على الموت .