جدد جلالة الملك عبدالله الثاني التأكيد على المضي قدما في عملية التحديث بمساراته الثلاثة الذي بدأته الدولة، قائلا إنه "لا تراجع عن الإصلاحات السياسية والإدارية والاقتصادية".
وشدد جلالته خلال لقائه، اليوم الأربعاء، عددا من شيوخ ووجهاء محافظة جرش، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على أن واجب الجميع دعم تلك الإصلاحات والعمل بروح الفريق لإنجازها.
وأعرب جلالة الملك عن اعتزازه وفخره بلقاء الأهل والعشيرة من أبناء محافظة جرش، مؤكداً أهمية التعاون بين جميع المؤسسات لخدمة المحافظة والمجتمع المحلي.
وأشار جلالته إلى أن مؤشرات الأردن السياحية في تحسن بفضل السمعة التي تتمتع بها المملكة ما انعكس على زيادة أعداد الزوار، منوها بأن جرش من أجمل المناطق بالعالم ما يتطلب دعمها والاستفادة من إمكاناتها وميزاتها في قطاعي السياحة والزراعة.
وفي الشأنين الإقليمي والدولي، أكد جلالته أن مواقف الأردن ثابتة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم الأشقاء الفلسطينيين، مبينا أن دور المملكة محوري وأساسي في مختلف القضايا، وتتمتع بعلاقات قوية ومتينة مع الأشقاء والأصدقاء.
وأعرب المتحدثون عن ترحيبهم بزيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد إلى محافظة جرش، مثمنين النهج التواصلي لجلالته مع أبناء الوطن وبناته.
كما أشادوا بجهود جلالته في سبيل رفعة الوطن وتطويره من خلال توجيهاته بالسير بمسارات التحديث الثلاث، لافتين إلى مواقف جلالة الملك تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال الوزير الأسبق والعين مفلح الرحيمي إن دخول الدولة مئويتها الثانية بتنفيذ مسارات إصلاحية سياسية واقتصادية وإدارية لا يستوي معها إلا نهوض الهمم والانتقال لمرحلة العمل والانضمام لمسيرة التنمية التي يجب ألا تلتفت لنقد.
واستعرض عددا من المطالب ومنها ما يتعلق بالتقسيمات الإدارية بالمحافظة، والإسراع في إنجاز مدينة جرش الصناعية، ودعم المشروعات الزراعية والسياحية الصغيرة بإعفاءات وحوافز جاذبة للمستثمرين، ودعم مستشفى جرش الحكومي بالكوادر وتوسيعه.
وقال اللواء الركن المتقاعد حسن القيام إن المتقاعدين العسكريين جنود أوفياء سيبقون في خندق الوطن، وهم مخزون استراتيجي من الكفاءات القيادية والإدارية والمهنية، مشيدا بالخدمات التي يقدمها نادي المتقاعدين العسكريين بجرش الذي أنشئ بمكرمة ملكية.
وأعرب عن تطلعه بأن تقوم مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى بإنشاء مشروعات استثمارية لتوفير فرص العمل للمتقاعدين.
وتحدث الدكتور سهيل مقابلة عن الإصلاح الاقتصادي، مؤكدا ضرورة تحديد الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي في جرش وترويجها للمستثمر كميزة تنافسية، الأمر الذي يوفر فرص عمل كبيرة لأهالي المدينة.
واقترح الاستفادة من ثروة جرش الأثرية والحضارية وتحويلها إلى مكان نابض للحياة من خلال إقامة مشروعات سياحية استثمارية بالمدينة نفسها، ومشروعات أخرى في الأراضي العامة الحرجية مع مراعاة المحافظة على الثروة البيئية والطبيعية.
واستعرض رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم أبرز التحديات التي تواجه إقامة المشروعات في المحافظة ومنها عدم القدرة على استغلال الموارد المتاحة بالشكل اللازم وسوء التخطيط.
ودعا إلى أهمية إنجاز المدينة الصناعية لتكون وجهة لتخفيف البطالة، فضلا عن تسهيل الوصول إلى سد الملك طلال وإتاحة الاستفادة منه، والاستفادة من ربط المدينة الحضرية بالمدينة الأثرية.
وطالب رئيس بلدية المعراض حسن المرازيق بالاستفادة من الميزة الفريدة للمحافظة وتحويل دور البلديات من الدور الخدمي إلى قيادة التنمية المستدامة وإدارة المشروعات، وذلك بتحفيز المستثمرين بإنشاء استثمارات تتناسب وطبيعة المنطقة السياحية والزراعية.
كما طالب بدعم البلديات بمشروعات استثمارية مدرة للدخل بالشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى مشروعات الطاقة الشمسية لخفض كلف الكهرباء.
ولفت رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبدالمحسن بنات إلى المشروعات التي أقيمت في مخيم سوف ضمن المبادرات الملكية وانعكاسها الإيجابي على الخدمات المقدمة للأهالي.
وثمن التوجيهات الملكية بإيلاء المخيمات اهتماما كبيرا والعمل على نقل لجانها نقلة نوعية من خدماتية فقط إلى لجان خدماتية وتنموية واجتماعية، مطالبا بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية والبنية التحتية.
وتحدثت التربوية جليلة القرعان عن دور المرأة الأردنية وفي جرش على وجه الخصوص في إقامة المشروعات الصغيرة وإدارتها، والمساهمة في توفير حياة أفضل لأسرتها.
وطالبت بتوفير أسواق لتمكين النساء الرياديات من تسويق منتجاتهن، ودعم الجمعيات الخيرية التي تعنى بالمشروعات الإنتاجية.
ودعا المحامي عايد الغدايرة البرماوي إلى التشاركية بين القطاعين العام والخاص لتوفير فرص عمل للشباب في المحافظة، وزيادة الاستثمارات بالموارد المحلية الزراعية والسياحية.
وأكد أن الشباب هم عماد الأمة ومصدر عزتها وقوتها، ما يتطلب مواصلة دعمهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتذليل العقبات أمامهم