صالح الخوالدة- سَطّر صباح يوم 21 آذار عام 1968موعدا في سجلات المجد والفخار، عندما واجهت أسود الجيش العربي الأردني بقلوب مؤمنة، وبعيون ثاقبة إحداها على الوطن وأخرى تحمي بأهدابها فلسطين والقدس، ويدها الواثقة قابضة على الزناد تلقي حممها في وجه شراذم الاحتلال وآلته الاستعمارية الجرارة، لتقول له وللتاريخ "عمان والقدس وكل شبر من أرضنا الطهور عصية على الغزاة ومخططاتهم الصهيونية التوسعية، فمهما طال الزمان ستعود فلسطين والقدس عربية حرة كما كانت على الدوام".
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، قال إن يوم الكرامة بكل تفاصيله ووقائعه البطولية، يؤكد للقاصي والداني أنه لم يكن مناسبة وطنية فقط، بل مناسبة قومية مهمة وشاهدة على ثبات الموقف الأردني في دفاعه عن فلسطين والقدس، والذود عن الأمة وثرواتها بإفشال مخطط الاحتلال الإسرائيلي واستراتيجيته التي تؤمن بما يسمى زيفاً بـ" إسرائيل الكبرى".
وأكد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المدقق في محاور وحركة جيش الاحتلال في اقتحامه الفاشل لأرض الأردن، يلاحظ أنه كان هجوماً توسعياً شاملاً وليس محدوداً كما روجت الدعاية الإسرائيلية، فقد استطاعت تشكيلات الجيش العربي الأردني بقيادته الميدانية والعليا وكل الجنود الأوفياء الصمود في وجه قطاعات جيش الاحتلال المزودة بأحدث الأسلحة وبغطاء جوي هو الأقوى في المنطقة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال شن يومها 450 غارة جوية، ولم يستطع كل ذلك أن يحطم معنويات جنود جيشنا، حيث أن دماء الشهداء الزكية رحمهم الله وتضحيات الجرحى والروايات الشفوية التي يرويها من شارك في المعركة، جميعها تبرهن بأن الإيمان والإرادة والتمسك بالأرض والحق والشرعية هي المنتصرة في النهاية.
وتابع، أن (معركة الكرامة) قضت على أسطورة "إسرائيل" الكاذبة بأن جيشها لايهزم، ليكون هذا الانتصار فاتحة انتصارات عربية لاحقة جعلت الاحتلال يعيد حساباته في مسألة التوسع العسكري، وتنهي غطرسة الاحتلال وتمسكه باستراتيجية الوعود والمؤامرات المتمثلة بسايكس بيكو أو وعد بلفور أو غيرها، وبالتالي تتعزز المشاعر والآمال عند أمة تعرف أن كرامتها تنبع من وحدتها وتلاحمها وتماسكها حول قضيتها المركزية فلسطين وجوهرها القدس.
وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس، في هذه المناسبة الوطنية والقومية التي أعادت للامة كرامتها ويقينها بالنصر تستذكر مع شعبنا وقيادتنا الهاشمية هذه المعركة الخالدة، وتترحم على الشهداء الأبرار، وتتقدم للشعب الأردني وقيادتنا الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بأصدق عبارات الاعتزاز، وتؤكد أن ارضنا ومقدساتنا ستبقى عصية على الاحتلال مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وأوضح أن اللجنة تؤكد أن قوة الأردن وإنجازاته هي التي تساند فلسطين والقدس وهي خط الدفاع الأول عن أمته العربية، وانه يدعم المطالب المشروعة قانونيا وتاريخيا بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
-- (بترا)