للضرائب والرسوم التي تفرضها الحكومات دور كبير وهام في رفد مخزون
الدولة ورفع العجز في الميزانية ، فهي تلعب دور أساسي في جميع النواحي
الاجتماعية والسياسة والاقتصادية ، ولقد أضحت الضرائب ذات شأن عالمي وليس
محلي فقط .
الأردن الذي يعاني شحاً واضحاً في الموارد الطبيعية مقارنة بدول الجوار ،
فإنه كذالك الأمر يملك ثروة من جانب آخر ؛ فهو غني جداً بالموارد البشرية
المؤهلة ذات الكفاءة العالية ، وتعتبر هذه الخاصية من أهم ما يميز الأردن ،
إضافة إلى عنصر الأمن والآمان والاستقرار الذي يحظى به الأردن خلافا
للعديد من دول الجوار .
وهنا يجدر السؤال هل تكفي هذه الامتيازات لجلب الاستثمارات الخارجية وتوطين الاستثمارات المحلية ؟
في حقيقة الأمر إن هذه الامتيازات غير كافية لجذب وتوطين الاستثمارات ،
خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية والإقليمية التي تحياها المنطقة ، لقد
أضحى لزاما علينا إزاء ذالك تغير السياسات الاقتصادية وإعادة القراءة
للقوانين الناظمة لها ، وخاصة الضرائب والرسوم لما لها من أثر كبير في
تنشيط أو تثبيط الحركة الاستثمارية ، والتي بدورها تحدد المستقبل
الاستثماري في الأردن .
ينبغي علينا أن لا نغض الطرف عن السباق العالمي لجذب الاستثمارات ، وعلينا
أن نقر بأن الجهود التي تقوم بها الدول من أجل ذالك في حقيقتها مضنية وجادة
في باب التطوير الدائم للعلاقات والسياسات الاقتصادية ، ومن ذالك جعل
الرسوم والضرائب أداة جذب وتوطين للمستثمر المحلي والأجنبي .
وهنا يتوجب علينا أن نفهم الواقع حتى نساير التطور بتنافسية عالية توجهنا
لصناعة بيئة استثمارية محفزة ، ومن ذالك دراسة جدية الإعفاءات الضريبية ؛
ومنح المستثمرين حوافز تشجيعية ؛ وتشجيع والمنتجات المحلية ؛ وتخفيف
الضرائب عن الصادرات المحلية لمجارات المنتجات العالمية ؛ وبغير ذالك فإن
المنطق الاقتصادي يخبرنا أننا لن نكون قادرين على مواكبة المنظومة
الاقتصادية العالمية المبنية في أساسها الأول على التنافسية .