يوسف محيسن .. يكتب من السويد.
لا يفيق الشريف من النوم فجأة ويجد نفسه لصا أو فاسدا بل هذه المساوئ كامنة فيه في انتظار الفرصة.
هذا ماضي مستمر ووراثي. لذلك لا ينفع معهم الانشاء السياسي.
لم يترك لنا هؤلاء مدرسة فكرية أو ثقافية مثل باقي الشعوب، المدرسة الوحيدة اوجدوها مدرسة الكذب واللصوصية والفساد والتأمر، ولو لا الثقافات العالمية، لتحولنا الى دواب .
لصوص أيام زمان لم يكونوا أصحاب فلسفة ونظريات وعقائد ولا مشاريع اصلاح، ويعترفون أنهم لصوص بسبب الفقر، مقارنة مع لصوص اليوم يعتبروا مساكين سرقاتهم لا تتجاوز معزة أو دجاجة أو كيس طحين.
ولكن من أين جاء لصوص اليوم؟
من أي ثقافة وتقاليد وأرث؟
الاغرب من ذلك ان لصوص اليوم دعاة دولة وقانون ودستور والحفاظ على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والامن والامان ومنهم أصحاب بر وتقوى وعقائد وزعماء ورموز وقادة.
لم يحدثوا أي تطور لا في العلوم ولا في الصناعة ولا في الثقافة ولا في الاقتصاد ولا في الادب. سوى تطور في قواعد النهب والسلب.
ما الذي حدث؟
كيف حدث هذا " التطور" المنحرف في عالم اللصوص؟
اسألوا الاستعمار التركي والاستعمار الغربي.
----------------------
يرى المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه" العقل السياسي العربي" ان ثلاثة محددات تحاصر هذا العقل: العقيدة باشكالها المختلفة القومية واليسارية والاسلاموية، والعشيرة، وفكرة السلطة كغنيمة، وهذه المحددات زالت من الغرب وأسس حداثته على االنقيض منها: النقد والمغامرة الفكرية والقطيعة مع الماضي والابتكار والعلم.
هذه العناصر ادت الى فشل مشروع النهضة وفشل وتفكك الدولة الوطنية وشيوع النزاعات الارهابية والعشائرية والطائفية الاصولية، وفي رأيه ان العشيرة العدو الأول للدولة الوطنية لانها تكوين قبلي…من مصلحته ثبات الاوضاع خاصة لو تحالفت ..مع النظام السياسي ..شكلاً ومع النخب المالية والتجارية، ولا خروج لهذا العقل بلا الخروج من العناصر الثلاثة اللاجمة.
___
لو كان هذا التطور التكنولوجي، مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي موجود أيام ما قبل التاريخ ..
لربما وصلتنا مقاطع فيديو لأفلاطون وهو يصور مقالب لمعلمه سقراط..
ولما تفرغ الفراعنه لبناء الاهرامات لأن العمال يتابعون حساب النمرود وهو يسخر من خوفو بسبب إهدار الموارد على بناء مقبرته الشخصيه..
وربما انشغلت زوليخة بمعجبيها على انستغرام ولم تراود يوسف عن نفسه أو عملتو بلوك لأنه يتجاهلها.
او رأينا في بث حي ومباشر هوميروس وهو ينقل لنا حصار طروادة من قلب الحدث..
تخيلوا .. لو ان هذا كان هل سيصلنا تاريخ الفلسفة والفكر وحقول المعرفة ؟
تخيلوا أرسطو وهيروقليطس يفسبكوا وكمان جنب الواحد موبايلين يرد على المتصلين، وذهنه مشتت بين التطبيقات والفضائيات والقنوات والمهاترات وسيلان منشورات السفطائيين ؟عن ماذا سيكتبون ؟
هذا ماضي مستمر ووراثي. لذلك لا ينفع معهم الانشاء السياسي.
لم يترك لنا هؤلاء مدرسة فكرية أو ثقافية مثل باقي الشعوب، المدرسة الوحيدة اوجدوها مدرسة الكذب واللصوصية والفساد والتأمر، ولو لا الثقافات العالمية، لتحولنا الى دواب .
لصوص أيام زمان لم يكونوا أصحاب فلسفة ونظريات وعقائد ولا مشاريع اصلاح، ويعترفون أنهم لصوص بسبب الفقر، مقارنة مع لصوص اليوم يعتبروا مساكين سرقاتهم لا تتجاوز معزة أو دجاجة أو كيس طحين.
ولكن من أين جاء لصوص اليوم؟
من أي ثقافة وتقاليد وأرث؟
الاغرب من ذلك ان لصوص اليوم دعاة دولة وقانون ودستور والحفاظ على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والامن والامان ومنهم أصحاب بر وتقوى وعقائد وزعماء ورموز وقادة.
لم يحدثوا أي تطور لا في العلوم ولا في الصناعة ولا في الثقافة ولا في الاقتصاد ولا في الادب. سوى تطور في قواعد النهب والسلب.
ما الذي حدث؟
كيف حدث هذا " التطور" المنحرف في عالم اللصوص؟
اسألوا الاستعمار التركي والاستعمار الغربي.
----------------------
يرى المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه" العقل السياسي العربي" ان ثلاثة محددات تحاصر هذا العقل: العقيدة باشكالها المختلفة القومية واليسارية والاسلاموية، والعشيرة، وفكرة السلطة كغنيمة، وهذه المحددات زالت من الغرب وأسس حداثته على االنقيض منها: النقد والمغامرة الفكرية والقطيعة مع الماضي والابتكار والعلم.
هذه العناصر ادت الى فشل مشروع النهضة وفشل وتفكك الدولة الوطنية وشيوع النزاعات الارهابية والعشائرية والطائفية الاصولية، وفي رأيه ان العشيرة العدو الأول للدولة الوطنية لانها تكوين قبلي…من مصلحته ثبات الاوضاع خاصة لو تحالفت ..مع النظام السياسي ..شكلاً ومع النخب المالية والتجارية، ولا خروج لهذا العقل بلا الخروج من العناصر الثلاثة اللاجمة.
___
لو كان هذا التطور التكنولوجي، مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي موجود أيام ما قبل التاريخ ..
لربما وصلتنا مقاطع فيديو لأفلاطون وهو يصور مقالب لمعلمه سقراط..
ولما تفرغ الفراعنه لبناء الاهرامات لأن العمال يتابعون حساب النمرود وهو يسخر من خوفو بسبب إهدار الموارد على بناء مقبرته الشخصيه..
وربما انشغلت زوليخة بمعجبيها على انستغرام ولم تراود يوسف عن نفسه أو عملتو بلوك لأنه يتجاهلها.
او رأينا في بث حي ومباشر هوميروس وهو ينقل لنا حصار طروادة من قلب الحدث..
تخيلوا .. لو ان هذا كان هل سيصلنا تاريخ الفلسفة والفكر وحقول المعرفة ؟
تخيلوا أرسطو وهيروقليطس يفسبكوا وكمان جنب الواحد موبايلين يرد على المتصلين، وذهنه مشتت بين التطبيقات والفضائيات والقنوات والمهاترات وسيلان منشورات السفطائيين ؟عن ماذا سيكتبون ؟