عمان 15 حزيران (المشهد الأخباري)- قال رئيس جمعية الفلك الأردنية الدكتور عمار السكجي، إن الأنباط الذين سكنوا البترا وكانت عاصمة لهم، استخدموا تقويما شمسيا متقدما استطاعوا من خلاله تأريخ مناسباتهم المختلفة، ودل على دقة في تحديد ساعات اليوم والأسبوع والأشهر الـ12.
وبين السكجي خلال المحاضرة التي استضافته فيها الجمعية الفلسفية الأردنية، مساء أمس الثلاثاء، وأدارها الأكاديمي والباحث في الفيزياء وعلوم الفضاء والفلك الدكتور حنا صابات، أن الأنباط استخدموا مسلات شمسية حددت لهم قراءة الوقت عبر مراقبة حركة خطوط الظل الناجمة عن حجب تلك المسلات لأشعة الشمس أثناء حركة الشمس الظاهرية نهارا.
وأوضح أن الآثار المكتشفة في البترا توضح أن الأنباط استخدموا أيضا الساعة المائية، لقياس الوقت ليلا عن طريق قراءة كمية التدفق المائي، مشيرا إلى أنهم زخرفوا مبنى الخزنة الشهير في البترا برموز مختلفة تدل على التقويم المعتمد لديهم، كما تدل الـ 12 عامودا الرئيسيات في مبنى الخزنة على أشهر السنة، إلى جانب اعتمادهم عبر نحوتات كالثمرات النباتية السبعة التي تدل على أيام الأسبوع، وحلقات تدل على ساعات اليوم الـ24.
وأشار إلى أن التسميات التراثية التي اعتمدها الفلاحون الأردنيون لتتبع التقسيمات المتعلقة بمواعيد سقوط الغيث والمواسم الزراعية، كالمربعانية مثلا، وكذلك توصيف الشهور بأمثال شعبية، كانا من الدقة بمكان.
وعرض أيضا التقاويم التي اعتمدت تاريخيا وأشهرها البابلي والسرياني والعبري والعربي والهجري واليولياني والغريغوري وسواها، واعتماد التقاويم على الشمس تارة والقمر تارة أخرى، معتبرا أن أفضل التقاويم هي التي جمعت بين التقويم الشمسي والقمري وخاصة التقويم البابلي صاحب الدقة والبنية القوية.
ودار حوار تفاعلي استفسر فيه الحضور عن عدد من الأطروحات والظواهر التي تناولها الدكتور السكجي خلال المحاضرة.
-- (بترا)