اختتمت في مسقط اليوم السبت، فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب 2023، في نسخته السابعة والعشرين، والذي يشكل منصة ثقافية للناشرين والمؤلفين والكتاب والأدباء من مختلف أنحاء العالم.
وقال مدير عام المعرض، أحمد الرواحي، في حفل الاختتام، إن المعرض بما شهده من إقبال أثبت ارتباط المجتمع بالكتاب، مشيرا إلى ارتفاع عدد زوار المعرض مقارنة بالعام الماضي، والذي تجاوز هذا العام 316 ألف زائر، إلى جانب المتفاعلين مع فعالياته على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمعرض.
وأضاف أن 826 ناشرا ودار نشر من 33 دولة عربية وأجنبية، من بينها أردنية، شاركت في المعرض عرضت كتبا ومؤلفات حملت ما يزيد على 533 ألف عنوان وإصدار من المجالات الأدبية والثقافية والتاريخية والإسلامية والعلمية، من بينها 22950 إصدارا عمانيا، في تظاهرة دولية تعكس أهمية وقيمة الكتاب والقراءة والثقافة.
وأكد الرواحي نجاح المعرض، الذي أصبح حدثا ثقافيا وعربيا وعالميا متميزا تشهده سلطنة عمان كل عام، في استقطاب المزيد من المثقفين والناشرين من مختلف دول العالم.
ورصدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، خلال زيارة للمعرض، توافدا كبيرا للزوار العمانيين ومن الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في سلطنة عمان، والذين اكتظت بهم أروقة المعرض وقاعاته وأركانه المختلفة، رافقه إقبال كبير على شراء الكتب والمؤلفات، ما يعكس مكانة الكتاب وقيمته، وأهمية القراءة، وما تشكله من مصدر رئيس للعلم والمعرفة الثقافة والأدب.
وأجمع ناشرون ومختصون لـ(بترا) على أهمية هذا الحدث السنوي، وما يمثله من فرصة لعرض عشرات الألوف من الكتب والمطبوعات والمنشورات تحت سقف واحد، بما يلبي رغبات واهتمامات الزوار من رواد المعرض والمتابعين للشأن الثقافي.
المعرض الذي وفرت له الجهات الرسمية في سلطنة عمان كل أنواع الدعم، شهد إقبالا كبيرا من طلبة المدارس والجامعات، التي خصصت أياما لطلبتها لزيارته والاطلاع على محتوياته، إيمانا بأهمية بالقراءة ودورها في تعزيز المهارات المرتبطة بالعملية التدريسية لدى الطلبة، وتحفيزهم نحو الإقبال عليها في عصر الرقمنة وازدحام الفضاء الإلكتروني.
ويأتي تنظيم المعرض السنوي للكتاب، بحسب وزير الداخلية العماني حمود بن فيصل البوسعيدي في افتتاح المعرض، في إطار حرص الدولة العمانية على دعم الفكر ونشر الأدب والثقافة، وتعزيز حضور سلطنة عمان على الساحة الأدبية والثقافية العربية والدولية، وبما يعكس أيضا الإرث التاريخي الأدبي والتراثي الكبير لسلطنة عمان.
واعتبر البوسعيدي أن المعرض في دوراته المتعاقبة كل عام، يشكل تجديدا للمعرفة والإبداع الفكري والأدبي والثقافي، من خلال تناول محتويات المعرض من الكتب والمؤلفات عصارة أفكار وخبرات المؤلفين والكتاب والباحثين، والكثير من القضايا والمستجدات العالمية والمحلية.
ولم تقتصر فعاليات المعرض على عرض الكتب وبيعها للجمهور، بل احتضن بين أروقته وفي قاعاته العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، اشتملت على أكثر من 300 فعالية متنوعة من الندوات والحوارات والمحاضرات الفكرية والأدبية والعلمية والأسابيع الثقافية، وإشهار العديد من المؤلفات والدواوين والإصدارات الثقافية.
وفي أحد أركان المعرض، التقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العماني، الدكتور محمود بن مبارك السليمي، الذي عرض لأهداف النادي الذي أنشئ عام 1983، للمساهمة في الارتقاء بالشأن الثقافي في سلطنة عمان.
وقال السليمي إن النادي ينفذ مجموعة كبيرة من البرامج والأنشطة المتنوعة بالتعاون مع المؤسسات المعنية في السلطنة، ويعمل على التشبيك مع المثقفين، وعقد المؤتمرات والندوات الثقافية الموجهة لمختلف فئات وشرائح المجتمع في سلطنة عمان، وإصدار الكتب والمنشورات لإثراء المشهد الثقافي العماني، وتعزيز دور الثقافة والمثقف في معالجة القضايا الاجتماعية، ومواجهة الآثار وخاصة السلبية لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد أهمية معرض مسقط الدولي للكتاب، في إعادة توجيه البوصلة نحو الكتاب، والقراءة والحفاظ على قيمها الجوهرية، مؤكدا حرص النادي على خدمة أهداف المعرض، والتفاعل مع أنشطته في كل عام.
ولفت الدكتور السليمي إلى التعاون بين النادي ومنتدى الفكر العربي في المجالات الفكرية والثقافية، بما يعكس العلاقات الأخوية بين الأردن وسلطنة عمان، والمؤسسات الوطنية في البلدين.
ولعبت وزارة الإعلام العمانية دورا بارزا في التعريف بالمعرض والترويج له، عبر تسهيل التغطيات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية لفعاليات المعرض، ودعوة الصحفيين من مختلف الدول للاطلاع على هذا الحدث المهم ونقل رسالته للجماهير العربية والعالمية.
وأطلقت الوزارة، بالتعاون مع عدد من الشركاء، منصة "جليس للتواصل" كمصدر رئيس للمعلومات المتعلقة بالمركز، والترويج له عبر الحسابات الخاصة بالمعرض على وسائل التواصل الاجتماعي، وتغطية الفعاليات المتنوعة المرافقة للمعرض بإشراف فريق من الإعلاميين والمتطوعين.
كما زارت (بترا) ركنا خاصا في المعرض لمنصة "عين" التي أطلقتها وزارة الإعلام العمانية في 2021، وتعمل بحسب سيف الشيذاني، من فريق المنصة، على تقديم محتوى رقمي تفاعلي للجمهور تتناسب مع تطلعاته واحتياجاته باستخدام أحدث التقنيات.
ولم تغب المرأة العمانية عن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، فكانت حاضرة في المعرض، من خلال ركن الجمعية، التي تعنى بحسب عضو الجمعية في مسقط الدكتورة روحية الخايفية، بالارتقاء بواقع المرأة العمانية وتمكينها في مختلف المجالات.
وقالت الدكتورة الخايفية إن مشاركة الجمعية في المعرض ركزت على البعد الثقافي والمعرفي للكتاب، مشيرة إلى المبادرة التي أطلقتها الجمعية وتستهدف جمع وإعادة توزيع الكتب المستعملة، التي تتناول الموضوعات الدينية والاجتماعية والثقافية والعلمية باللغتين العربية والانجليزية؛ لتوسيع دائرة انتشارها وتداولها بين أفراد المجتمع.
(بترا