في الإخبار أن الأردنيين استهلكوا 800 ألف زهرة حمراء في "يوم الحب المعروف بـ "الفلنتاين"، فيما اكد احد النواب بان 95% من الأردنيين مدينون للبنوك..
في الحقيقة ، لن تخفف الورود التي ابتاعها أردنيين في شوارع عمان حجم الضغط التي يعانيه البسطاء، الذي لا يعرفون من الورود الا الحنون والبابونج ، وإذا تطور الأمر لديهم فان صورة "سلفي" بجانب ووردة جوريه تفكيهم.
البسطاء في القرى والمخيمات وأزقة وحواري المدن الكبيرة الغارقة في اللامبالاة والفقر ، لم يعرفوا قبل تطور وسائل الاتصال الاجتماعي "السوشل ميديا" عن عيد الحب او "فالنتاين " ، فالحب لديهم يختصر بالاستقرار والحياة الكريمة والقليل من تامين متطلبات الحياة.
في الحقيقة، لا يمكن فهم هذا التهافت ، على شراء الوردة الحمراء والاحتفاء بالعيد إلا محاولة بائسة لينسى البعض همومه المتراكمة، والتي غالبا ما تبدأ قبل انتهاء يوم العيد .
فقراء يلتهون بوردة ، هذا هو ابسط تعبير يمكن ان نطلقة على بعض الشباب الذين جمعوا جزءا من مدخراتهم ، لشراء هدية حمراء ، لينسى بعضهم حقيقة ما يعانيه ذويهم من عوز وفقر ومعاناة تتفاقم كل ساعة حد الاختناق.
لا نريد ان نتهم احد، إلا أن الحكومات وبعض وسائل الإعلام المتحالفة ضمنا معها، تحاول التركيز على عيد "الفلنتاين" وكأنه عيد وطني ، وهي وسيلة غربية للإغراق وتناسي الواقع المر.
ولكن الحقيقة لتي يصعب تغطيتها بكومة من الورود، تشير بكل وضوح ان والواقع يسير باتجاه معاكس، لما يحاولون تزيينه ، أو تجاهله أو حتى القفز عليه.
ما ازال الكثير يكرس الجهل والتخلف والتغيب في أبهى صوره وصار تزوير الواقع ورسم صور لواقع كاذب غير موجود، سمة العصر ولكن النتائج ستكون صادمة عندم مطابقتها بدراسات اجتماعية وسايكولوجية ظهرت في الغرب عن النتائج الكارثية للفراغ والبطالة، خصوصا حين تؤدي الى العزلة.
وعندما نقرأ عن ضحايا البطالة والعزلة نشعر بالفزع، فالبطالة سبب مباشر لتصاعد وتيرة الجريمة ومجال حيوي لاستثمار العنف والإرهاب وهي أيضا المادة الخام التي تنسج شرورا كثيرة ، أكثرها وضوحا ما نشاهده حاليا من جرائم لم نكن نسمع عنها قبل انتشار عيد "الفلنتاين " ..