يوسف محيسن .. يكتب من السويد
كان الطفل فينا ياكل التراب والخبز مع الشاي ويذهب إلى المدرسة بصندل بلاستك ومدارس من صقيع ومن جهنم وشوارع طين وووو بالله عليكم هذه طفولة أم دورة صاعقة..؟!
نحن الورثة الشرعين للوجع، المتمسكين بعناد بحصتنا الميمونة من أرث الخيبات والنكبات والقنوط والهزائم.
المهجر المهاجر
هل جرب أحدكم البكاء في العيد؟
هل جرب أحدكم البكاء عند قبور الأحياء؟
أسألوا أباءكم أيها الشباب الحلوين.. وابحثوا بين القبور والقرف والقتامة والقمامة عن زمن أسموه.. جميلا!
لمن تبيع حزنك والسوق ممتلئة بالنواح؟
البيوت شاخت؟
لمن تبيع وجعك..
وصافرة العمر على وشك ان تطلق معلنة نهاية اللعبة؟
طاب بؤسكم.
*******
هناك جمال لطيف هادئ ودافئ وعميق يترك خلفه في كل مكان عطرا وحنانا وشعورا مطمئنا.
البساطة، الوضوح، العفوية، الرهافة، الذوق..
صفاء الوجه رشاقة الضحكة..وبهاء الالتفاتة.
جمال بري غير مدرك لنفسه كوجه رضيع نائم أو بزوغ قمر فوق الأشجار في المساء أو وميض نجمة أو التفاتة عفوية من عابر سبيل أو ركضة مشعة في محطة قطار..
في مطار امستردام فوق السلم المتحرك عندما التفت الى الخلف
ارتطمت نظرتي بوجه بري كغزال نافر مشرق بالضوء
والماء والعشب والسر.
لست بحاجة لمعرفة من أي بلد تكون..
هذه الالتفاتة الرشيقة والنظرة الموجعة،
وحشد الأسئلة المكتظة،
والخوف الغامض والحواجب المستطلعة،
كسرب محلق من الفراشات في النور وموسيقى الجسد وايقاعة..كانت تكفي كهوية.
فهو لغة تقول الكثير..
تمر كنيزك كفلاحة راكضة تحمل سنابل الحصاد، تثمل برائحة السنابل
ولا تفرق بين حقل سنابل يركض وبين عطر يمشي.
هناك مساحات ناجية من الخراب.. أكيد.
*******
يقول: دخلنا سوبر ماركت نشتري أغراض وبعد ربع ساعة من دخولنا دخل واحد شيخ طويل وضخم الجثة وملتحي وصوته مثل الرعد وقف عند الباب وبصوت مرتفع كان يصيح: تكبيييير ..
واحنا نقول ونعيد وراه: الله أكبر..
وهو يصرخ بكل قوته: تكبييييير ..
بدأنا نقلق و ننطق الشهادتين ونستغفر الله والمحل أزمة والناس على بعض ولا نستطيع الجري والهروب..
وقلنا كلها دقيقتين ويـفـجـر نفسه فينا.
وبعد اربع دقائق رعب ظهرت طفلة صغيرة طلعت من بين الزحام تجري وتنادي عليه وتقول له:، أيوه يا بابا أنا هانا، أنا هانا…!
الله يخرب بيتك علي بيت بنتك..
يعني كل أسماء البنات اللي في الدنيا خلصت ما لقيت تسمي بنتك إلا تكبيييير…..
كان الطفل فينا ياكل التراب والخبز مع الشاي ويذهب إلى المدرسة بصندل بلاستك ومدارس من صقيع ومن جهنم وشوارع طين وووو بالله عليكم هذه طفولة أم دورة صاعقة..؟!
نحن الورثة الشرعين للوجع، المتمسكين بعناد بحصتنا الميمونة من أرث الخيبات والنكبات والقنوط والهزائم.
المهجر المهاجر
هل جرب أحدكم البكاء في العيد؟
هل جرب أحدكم البكاء عند قبور الأحياء؟
أسألوا أباءكم أيها الشباب الحلوين.. وابحثوا بين القبور والقرف والقتامة والقمامة عن زمن أسموه.. جميلا!
لمن تبيع حزنك والسوق ممتلئة بالنواح؟
البيوت شاخت؟
لمن تبيع وجعك..
وصافرة العمر على وشك ان تطلق معلنة نهاية اللعبة؟
طاب بؤسكم.
*******
هناك جمال لطيف هادئ ودافئ وعميق يترك خلفه في كل مكان عطرا وحنانا وشعورا مطمئنا.
البساطة، الوضوح، العفوية، الرهافة، الذوق..
صفاء الوجه رشاقة الضحكة..وبهاء الالتفاتة.
جمال بري غير مدرك لنفسه كوجه رضيع نائم أو بزوغ قمر فوق الأشجار في المساء أو وميض نجمة أو التفاتة عفوية من عابر سبيل أو ركضة مشعة في محطة قطار..
في مطار امستردام فوق السلم المتحرك عندما التفت الى الخلف
ارتطمت نظرتي بوجه بري كغزال نافر مشرق بالضوء
والماء والعشب والسر.
لست بحاجة لمعرفة من أي بلد تكون..
هذه الالتفاتة الرشيقة والنظرة الموجعة،
وحشد الأسئلة المكتظة،
والخوف الغامض والحواجب المستطلعة،
كسرب محلق من الفراشات في النور وموسيقى الجسد وايقاعة..كانت تكفي كهوية.
فهو لغة تقول الكثير..
تمر كنيزك كفلاحة راكضة تحمل سنابل الحصاد، تثمل برائحة السنابل
ولا تفرق بين حقل سنابل يركض وبين عطر يمشي.
هناك مساحات ناجية من الخراب.. أكيد.
*******
يقول: دخلنا سوبر ماركت نشتري أغراض وبعد ربع ساعة من دخولنا دخل واحد شيخ طويل وضخم الجثة وملتحي وصوته مثل الرعد وقف عند الباب وبصوت مرتفع كان يصيح: تكبيييير ..
واحنا نقول ونعيد وراه: الله أكبر..
وهو يصرخ بكل قوته: تكبييييير ..
بدأنا نقلق و ننطق الشهادتين ونستغفر الله والمحل أزمة والناس على بعض ولا نستطيع الجري والهروب..
وقلنا كلها دقيقتين ويـفـجـر نفسه فينا.
وبعد اربع دقائق رعب ظهرت طفلة صغيرة طلعت من بين الزحام تجري وتنادي عليه وتقول له:، أيوه يا بابا أنا هانا، أنا هانا…!
الله يخرب بيتك علي بيت بنتك..
يعني كل أسماء البنات اللي في الدنيا خلصت ما لقيت تسمي بنتك إلا تكبيييير…..