هذا الموقع تجريبي
Weather Data Source: weather for Amman

الأسرة كيف سما الاسلام بالعلاقة بين الرجل والمرأة
د. ذيب عبد الله خطاب
(*) استشاري طب الأطفال
عضو سابق في مجلس النواب الأردني
خطيب مسجد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
(وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكََ لآياَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) (21 سورة الروم).
أقيمت العلاقة بين الرجل والمرأة في الحضارة العلمانية المادية على الجنس حيث يأتي الرجل المرأة في قارعة الطريق كما لو أكل شطيرة فلافل ((سندويش)) وينتهي الأمر، وكان شيئاً لم يكن بينما الإسلام سما بتلك العلاقة وجعلها علاقة مودة ورحمة وسكينة في إطار الزوجية وفي ضوابط الشرع ضمن أسرة متآلفة وحياة كريمة ولو كانت العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على المتعة الجنسية لابتعد الرجل عندما يشيخ ويهرم عن زوجه العجوز ولنفر منها ونفرت منه، لكننا نراه وقد التصق بها أكثر وأكثر في مودة وسكينة ورحمة وفي بيت يرعى الأولاد في تعاطف وتعاون.
التقيت بقاضٍ للأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية وخلال جولة معه رأيت الأطفال الذين أخذوا من أمهاتهم لأن الأب مجهول ولأن الأم تاهت في علاقات محرمة وفي ظلام المخدرات فلم تعد قادرة على العناية بطفلها وليس لها الرغبة في ذلك. 
تحدثت مع ذلك القاضي وكيف أن الإسلام حرم الاتصال بين الرجل والمرأة إلا ضمن ضوابط الشرع وفي حياة زوجية تكون بداية سليمة لإنجاب ذرية صالحة فقال لي نحن في أمريكا بدأنا ندعو إلى منع العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة خارج إطار الزوجية، لكن يبدو أن تلك الدعوة اختفت وسط ضجيج إعلام المادية وحرية الفوضى التي هوت بالإنسان إلى البهيمية.
فالحضارة المادية منذ عقود طويلة تدعو إلى الحرية غير المنضبطة وغير المسؤولة بين الجنسين حيث تدع الشباب يمارسون ما يشاؤون حتى لا يحدث عندهم الكبت والأمراض النفسية فماذا كانت النتيجة: انطلق الشباب خلف رغباتهم يلهثون وراء غرائزهم في ظل خواءٍ روحي فيظل أحدهم يلهث ويلهث وراء الغريزة ولا يشبع ولا يكتفي ولا يجد السعادة الحقيقية ووصل الإنسان إلى وضعية يحتار فيها ماذا يفعل بنفسه لكي يجد الراحة والسعادة وأنّا له ذلك وهداه شيطانه لتغيير خلق الله ليرسف في أسفل سافلين فأخذت المرأة تتشبه بالرجل حيث يجرى لها عمليات جراحية وتتناول الهرمونات والعقاقير لتكون كالرجل.
وأخذ الرجل يتشبه بالنساء ومن أجل ذلك يجرى له العمليات الجراحية ويتناول الهرمونات والعقاقير التي تلبي جموحة في هذا الشذوذ متبعين في ذلك خطوات الشيطان ( .... وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) (119 النساء).
وهكذا من يبتعد عن شرع الله الذي جعله في أحسن تقويم ، فإنه يخسر خسراناً مبيناً وسوف يرسف في أسفل سافلين .
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ولعن المتشبهين بالنساء من الرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) أخرجه البخاري.
وقد بين الإسلام أن الرجل لا يأتي إلا زوجته في ظل زوجية قائمة على الطهر والمحبة وحرم أن يأتي زوجته وهي في الحيض ولا يأتيها إلا في مكان الحـــرث ( زرع الولد).
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُو أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )(222 سورة البقرة)
فالإسلام حريص على أن تقوم العلاقة بين الرجل والمرأة على الفطرة التي فطر الله الناس عليها في إطار زوجية بعيدة عن الأمراض الجنسية والنفسية والإجتماعية ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي يوم على البشرية يكتفى فيه الرجل بالرجل والنساء بالنساء كما جاء في حديث يرويه أنس ابن مالك عن أشراط الساعة اكتفاء الرجل بالرجل والنساء بالنساء ( وهو ما يسمى اليوم بالمثلية الجنسية التي أخذت تنتشر أكثر وأكثر هذه الأيام).
ولشدة حرمة أن يأتي الرجل الرجل وفظاعة هذا الأمر وخطورته على البشرية أمر الرسول أن يقتل الفاعل والمفعول به فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) سنن أبو داوود.
وقد قال الله تعالى عز وجل عن قوم لوط الذين جاءوا بهذا الفعل الشنيع: (فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍۢ مَّنضُودٍۢ) (آيه22 هود).
وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرية من انتشار الفاحشة (الزنا والمثلية الجنسية) في آخر الزمان بين الناس حيث جاء من حديث عنه صلى الله عليه وسلم ورد في سنن ابن ماجه (..... لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا).
وقد أُعلن بالفاحشة فأصبح للمثليين شعار وعلَم يُعرفون به ويظهر على وسائل الإعلام في كثير من بقاع الأرض ويحتفى بهم فيقام لهم مؤتمرات مثل ذلك الذي أقيم مؤخراً في اسبانيا حيث حضره الكثيير من المثليين من أنحاء عديدة من العالم.
انتشرت الفاحشة وظهرت الأمراض الجنسية والنفسية والاجتماعية والتي لم تكن معروفة من قبل كما أخبر رسول الله صلى الله علية وسلم انتشرت هذه الأمراض مثل الإيدز والزهري وأخيراً وليس أخراً ظهور ما يسمى بجدري القرود الذي أخذ ينتشر بشدة بين المثليين خصوصاً بعد ذلك المؤتمر آنف الذكر الذي عقد للمثليين في أسبانيا وعندما عادوا إلى بلدانهم نشروا هذا المرض (جدري القرود) في بلدانهم.
[ يسبب هذا المرض فيروس ينتقل بين الحيوانات مثل الكلاب فانظر رعاك الله كيف نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تربية الكلاب في البيوت لخطورة الأمراض التي تنقلها ومنها هذا المرض ]
ومما يزيد من خطورة هذا المرض أنه يصعب اكتشافه بالتحاليل المخبرية ولذلك قد ينتقل فيروس جدري القرود للآخرين عن طريق التبرع بالدم كذلك .
ورغم تحذير المنظمات الدولية من هذا المرض وغيره من الأمراض التي تنتشر بين المثليين ولكن دون جدوى
وليس للبشرية إلا أن تعود إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها (في أحسن تقويم) إن أرادت أن يستقيم أمرها ويسعد حالها وذلك لن يتم إلا باتباع القرآن الكريم (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)(آية 9 الإسراء) واتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعلمنا الكتاب والحكمة . 
(وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آية 269 البقرة).