مجدي التل-عاين منتدون اليوم الثلاثاء في قاعة صلاح جاهين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ54 ضمن المشاركة الأردنية بوصف الأردن ضيف شرف المعرض، علاقة وتجربتي الأديبين عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والعلامة الدكتور ناصر الدين الأسد.
وفي ندوة حملت عنوان "بين ناصر الدين الأسد وطه حسين" وأدارها الباحث والناقد المصري إيهاب الشلبي، استذكر نجل الراحل العلامة الأسد، المهندس بشر ناصر الدين الأسد، سنوات خمسينيات القرن الماضي حينما حصل والده على درجة الدكتوراه وكان حاضرا في طفولته المبكرة للمناقشة في القاهرة، والتي شارك فيها أعلام من رموز الأكاديميين في الأدب العربي آنذاك.
وأشار إلى أن والده كان يتحدث العربية الفصيحة في حياته اليومية حتى أثناء تواجده في المنزل بين أسرته وانه كان شديد الحرص على تجسيد حضور اللغة العربية السليمة وإشاعتها بين الناس.
وبين أن والده كان شديد التواضع بين الناس، مسترجعا مواقف ومناسبات عديدة كشواهد على ذلك.
وقدم أمين عام مجمع اللغة العربية الدكتور محمد السعودي إضاءة حول تجربة طه حسين لا سيما حين نشر كتابه "في الأدب الجاهلي" الذي لاقى ردود فعل كثيرة حوله آنذاك، موضحا علاقة الراحل الأسد ومؤلفه الذي حمل عنوان "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" مع ما ذهب إليه طه حسين.
وفي هذا الإطار بين أن ثمة علاقة قوية وفريدة ربطت بين المعلم طه حسين وتلميذه ناصر الدين الأسد، مشيرا إلى أن طه حسين بحسب الأسد كان ينحا إلى المنهج التشكيكي في تحقيقاته وبحوثه بينما الأسد نحا باتجاه المنهج الاستقصائي التحليلي.
وتحدث الدكتور السعودي عن مفهوم علاقة المثقف والسلطة لدى ناصر الدين الأسد، مشيرا إلى أن الأسد كانت لديه وجهة نظر تتعلق بالتعليم الجامعي.
وقال إن الراحل العلامة الأسد كان شديد الميل إلى تحكيم العقل ويدعو إلى الاجتهاد.
كما تحدث الدكتور السعودي عن جهود الراحل الأسد في مجامع اللغة العربية، مشيرا إلى أن العلامة الأسد كان من الأعضاء المؤسسين لمجمع اللغة العربية الأردني مثلما كان عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
ولفت إلى انه اشترك مع الناقد والمحقق الدكتور احسان عباس في طرح ضرورة إعادة تصنيف العلوم ، لافتا إلى أن الأسد كان يميل إلى تسهيل اللغة على الناس.
اما استاذ الأدب العربي في الجامعة الأردنية الدكتور عمر الفيجاوي استحضر مقولة طه حسين عن نفسه بقوله"انا غاضب ومغضب وساخط ومسخط" متسائلا بأن هل من الممكن ان ينسحب ذلك على تلميذه ناصر الدين الاسد.
واشار الى ان التلميذ كان مختلفا مع استاذه حد الاتفاق ومتفقا معه حد الاختلاف.
واستذكر مواقف عديدة لطه حسين تتعلق بتمسكه بثوابته وقناعاته مما دفعه لاتخاذ قرار الاستقالة من مواقع كان شغلها ومنها عميد لكلية الاداب ووزير فيما لفت الى ان الاسد كان يميل هذا الميل كذلك الا انه كان يميل الى الانس اللغوي ايضا .
واشار الى ان الأديبين الاسد وحسين في نهجيهما اتفقا من اجل رفعة اللغة العربية.
ونوه في معرض حديثه بالنهج التربوي للراحل الاسد والتي نهلها بحسبه من عميد الادب العربي طه حسين.
وجرى في ختام الندوة نقاش ثري شارك فيه عدد كبير من الاساتذة والاكاديميين والمتخصصين والمهتمين من الحضور الاردني والمصري والعربي.
--(بترا)