هذا الموقع تجريبي
Weather Data Source: weather for Amman

أقلام مختارة المحطة الثانية لنتنياهو بعد عمّان
حازم عياد

يتوقع أن تكون المحطة الثانية بعد زيارته السرية والخاطفة للعاصمة الأردنية عمّان يوم أمس الثلاثاء؛ العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

أبو ظبي وجهة الزيارة التي كان من المتوقع أن تكون الأولى لنتنياهو وزوجته سارة، بعد توليه منصبه كرئيس لوزراء الحكومة الفاشية نهاية كانون الأول/ديسمبر الفائت؛ إلا أنها تأجلت بعد تسلل إيتمار بن غفير وزير الامن القومي؛ إلى باحات المسجد الأقصى، وباتت بعيدة المنال بعد حادثة السفير غسان عبيدات في باحات الأقصى.

نتنياهو يبحث عن مخرج من أزمته السياسية والاجتماعية التي استعصت على الحل، بعد أن فشل رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في إطلاق حوار حقيقي بين أطراف الصدع في الكيان الإسرائيلي، ممثلة بيائير لابيد من جهة، وأركان الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو من جهة أخرى.

نتنياهو يبحث عن اختراقات مهمة على الصعيد الإقليمي تعزز مكانته داخل الائتلاف الفاشي الحاكم وداخل الكيان؛ بإظهار ما يتقنه من مهارات في كسر العزلة والانفتاح على المحيط الإقليمي.

هدف يسعى له أركان الائتلاف الحاكم وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وآفي عوز، ومن هم على شاكلتهم في حزب شاس ويهوديت هتوارة. 

الخطوة التالية لنتنياهو ستكون أبو ظبي، ومن بعدها الرباط أو المنامة على الأرجح، حاملاً معه ملف إيران مجددا، معززا بمناورات عسكرية تقودها حاملة الطائرات الامريكية جورج بوش (USS George H.W. Bush) وبمشاركة من 6500 جندي أمريكي وأكثر من 1100 جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمباركة من اليمين الفاشي الذي يقوده نتنياهو.

السؤال المتبقي بعد استعراض ما يمكن أن يحققه نتنياهو؛ عن ماهية المكاسب التي يمكن أن يحققها الأردن من هذه الزيارة الخاطفة، بعيداً عن التطمينات التي جاء بها، أو الحديث عن التصرفات الفردية لشرطة الاحتلال باستهداف السفير غسان عبيدات، والتي اتخذت طابعا اعتذاريا، وبعيداً عن الصور والبيانات أو المؤتمر الصحفي الذي لم يحظَ نتنياهو بشرفه في الأردن، وبعيدا عن شائعات الضغوط الامريكية.

بمعنى آخر؛ ما هي المكاسب وما هي الخسائر من زيارة نتنياهو، وفقا لحسابات الكلفة والمنفعة؟