لماذا خاطب متقاعدو الضمان الملك..؟!
وجّه بعض الإخوة من متقاعدي الضمان الاجتماعي رسالة إلى الملك عرضوا فيها أوضاعهم المعيشية وتدنّي رواتبهم، ويتمنون أن يحظوا بلقاء الملك لشرح معاناتهم..
هذه الرسالة التي لم تصدر عن الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان التي ينتسب إليها حوالي ثمانية آلاف متقاعد فقط، وإنما عن عدد محدود من المتقاعدين وهذا لا يُنقِص من أهميتها شيئاً، ووقّعها عنهم الناشط الصديق موعد الدنّاوي، حتى وإنْ كانت لا تعُبّر عن صوت جميع متقاعدي الضمان، ولا صوت الجمعية، لكنها تؤشّر إلى أوضاع صعبة تعانيها فئة عريضة من متقاعدي الضمان، فما زال حوالي (146) ألف متقاعد يتقاضون رواتب تقل عن (300) دينار، وحوالي (220) ألف متقاعد يتقاضون رواتب دون أل (500) دينار.
قد لا يستجيب الملك لهذه الرسالة، وقد لا يحظى مرسلوها بلقاء الملك، لكن رسالتهم وصلت بالتأكيد، ومضمونها الأوضاع المعيشية الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، والبحث عن عن حلول ومعالجات حقيقية لها.
من خلال تجربتي الطويلة، كنت ولا أزال أشعر أن ثمة حلقة مفقودة بين متقاعدي الضمان ومؤسسة الضمان الاجتماعي، ما جعلني لفترة طويلة أيضاً أشدّد على أهمية الحوار والتواصل بين الطرفين، فكانت لنا لقاءات عديدة ودورية أنتجت شراكةً وتعاوناً ولجاناً مشتركة، ولم تكن هذه اللقاءات مقتصرة على فئة من متقاعدي الضمان بل كانت موجَّهة للجميع وتستهدف التحاور مع الجميع، سواء مَنْ كانوا في إطار الجمعية ومنتسبيها، أو العدد الأضخم والأعم من المتقاعدين غير المنتسبين للجمعية لأسباب غير واضحة حتى للجمعية نفسها، وهذا ما أرى أنه يجب أن يستمر، وأن يؤسَّس على أواصر متينة، وأن يتعدّى حدود المتقاعدين إلى المشتركين أيضاً، الذين ليس لهم مَنْ يمثّلهم حقيقةً، ولا مَنْ يتحدث باسمهم ويوصل صوتهم..!
أدعو مؤسسة الضمان الاجتماعي إلى التأسيس لحوار دائم مع متقاعديها ومشتركيها، قائم على التعاون والشراكة والتفاعل والبناء، فهي المؤسسة الأم، نشأت لهم وقامت بهم، وتستطيع من خلال بناء منظومة شراكة وتعاون حقيقية معهم أن تحقق الكثير من الأهداف، وليس أقلها تحقيق حالة الرضا والثقة بينها وبينهم وأن يعملا كجسد واحد في إطار قانوني يحقق توازناً أكبر بين مصالح الأجيال واستدامة أقوى وأطول لمؤسستهم.
(سلسلة معلومات تأمينية توعوية بقانون الضمان نُقدّمها بصورة مُبسّطة ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والمعرفة مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي