قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية مساء الثلاثاء إن طرفي الصراع في السودان لا ينتهزان فرصة محادثات جدة التي بدأتها الولايات المتحدة والسعودية بهدف التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وفقا لما جرى الاتفاق عليه في بادئ الأمر.
وأضاف المسؤول الذي تحدث للصحفيين في واشنطن شريطة عدم الكشف عن هويته أن الولايات المتحدة تجري مشاورات حاليا مع السعودية ودول عربية وأفريقية بهدف التوصل لمسار للمضي قدما وتأمل في الإعلان عن نهج موصى به في الأيام القليلة المقبلة.
وتابع قائلا "نعتقد بأننا قدمنا لهما كل الفرص المتاحة. لقد اخترنا هذا المكان لنتيح لهما المحاولة والالتقاء معا ومحاولة إيجاد طريقة للمضي قدما لا تفضي إلى نتيجة تقوم على العنف أو الهيمنة العسكرية".
وأضاف "من الواضح أنهما لا ينتهزان هذه الصيغة التي قدمناها لهما. الطريقة التي اتفقا عليها في البداية غير ناجحة فيما يتعلق بهذه العملية التدريجية الرامية إلى التوصل لوقف دائم للأعمال القتالية".
وبدأ الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل نيسان، مما أدى لإجبار نحو مليوني شخص على الفرار من ديارهم وتدمير الاقتصاد.
ولم تفض محادثات جدة إلى وقف دائم للقتال وزادت حدة الاشتباكات بمجرد انتهاء سريان وقف لإطلاق النار يوم الأحد. وقال المسؤول الأمريكي إن الجيش رفض تمديد وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.
وهزت الضربات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق نار العاصمة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، مما أدى لمقتل مدنيين.
واستمرت أعمال العنف في بعض مناطق الخرطوم يوم الاثنين بينما أشار سكان إلى وجود حالة من الهدوء النسبي. ويتسبب القتال في أزمة إنسانية كبيرة للمدنيين مع انقطاع الكهرباء والمياه في كثير من الأحيان.
وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس نقلا عن إحصاءات حكومية إن 866 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من ستة آلاف في القتال.
وصرح مسؤول كبير آخر بالخارجية الأمريكية للصحفيين بأن هناك "إدراكا بدأ يلوح في الأفق" بين طرفي الصراع بعدم وجود حل عسكري مقبول. وقال المسؤول إن هذا لم يُترجم بعد إلى استعداد لاتخاذ خطوات ملموسة لوقف إطلاق نار لفترة أطول ووضع حد نهائي للأعمال القتالية.