على خلفيية الاحداذ التي شهدتها جامعة الهاشمية اعيد نشر هذا المقال
اتهمت أوساط طلابية قريبة من الحدث الساخن "سندويشة بطاطا"
بوقوفها وراء المعركة الدامية التي شهدتها إحدى الجامعات الكبرى، فيما أسفرت
التحقيقات الأولية لمشاجرة ثانية أوقعت الكثير من الجرحى والإصابات عن اتهام
"فتيشة"، أحد أنواع ألعاب النارية بالقضية، وانضمامها إلى قائمة المتهمين
بتلك الأحداث.
ولم تستثن الاتهامات كلا من علب "البيبسي"، و"الريد
بول" وبعض أنواع "البسكويت"
و"الوييفرز" والشوكلاتة وربما المصاص، أما "الكباتشينو والنسكافيه
والميردنا"، فلم يأت على ذكرها في تلك التحقيقات. وبالتالي فقد خرجت من قائمة
الاتهامات، ولكنها ما زالت تحت المراقبة.
ويفضل مراقبين للمشهد والمهتمين بالحدث ضم كلا من "بلاطين الجينز
الساحل" و"التيشيرتات الضيقة" وأحذية الكعب العالي إلى قائمة
المطلوبين للتحقيق، ولكن خوفا من اتهامات الموضة ومواكبة العصر تم تجاوز الأمر
خجلا ومراعاة لما يسمى بـ"الحداثة".
ومن الطبيعي أن يتضمّن حديث المصالحة التي تبعت تلك الأحداث تفاصيل
وافية عن مكونات "السندويشة" والأسباب الكامنة وراء وقوع الحادث، الذي
أدّى إلى أكثر من مئة إصابة وبعض الوفيات، إضافة إلى تعطيل الدراسة وتوقف العمل
مؤقتا في سلك التعليم الجامعي.
وفي الوقت الذي ما زالت المعارك الطاحنة تدور رحاها على أغلب جبهات "الطوشات"
في الجامعات الأردنية الـ"ثلاثين"، حيث تم رصد 14 مشاجرة، تطورت المعارك
الطاحنة من استخدام "القناوي والأمواس والشباري والشفرات والبوكسات وحتى
الشلاليط"، وبدأ الموقف ينحى منحا خطيراً يتمثّل باستخدام الأسلحة الحية داخل
أسوار الجامعة بما فيها الأسلحة الرشاشة، فيما استحدث الطلاب التكتيكات العسكرية
من كر وفر والإمداد "اللوجستي" وصولا إلى التحالفات والتجاذبات القبلية.
العشائرية أطلّت برأسها بقوة وعنف في تلك الأحداث ولكن من منطلق
شبابي، بحيث بات الطلاب يلجؤون إلى العمومة وأبناء العمومة في استجلاب الدعم
وتقوية مواقفهم أمام الجبهات الأخرى، وبات البقاء للأقوى.
المشهد الذي يجري تقييمه من منطلق هزلي يكشف عن حال أكثر إيلاما وحزنا
للواقع الطلابي، والانفلات الأخلاقي والاجتماعي الذي يسود الوسط الجامعي.
المعالجات التي تجري لا تخرج عن هذا المحور، حيث ينتهي الأمر عند حدود
فنجان القهوة في الغالب، أمّا الخاسر في الأحداث فهم الطلاب أنفسهم وسمعة التعليم
والجامعات الأردنية.
بعيدا عن السياسة فإنّ التربية تبقى هي العنصر الأساس في المعادلة
الجامعية، وقبل هذا وذاك لا بد أن تعترف الجهات الرسمية بظاهرة العنف الجامعي
كخطوة أولى لعلاجها، أمّا استمرار التجاهل فهذا ما يوقعنا في حيرة..من له المصلحة
في ذلك؟!