يوسف محيسن ... يكتب من السويد
دائما، المخيلة هي من تصنع الفارق..
في ساعة غروب تقف على الشرفة، تنظر الى عالم جميل ومستقر والبحيرة مشعة كالبلور..
لكن ما أن تفتح الفيسبوك حتى يتغير هذا العالم كما لو دخلت مستشفى مجانين .
ناس لابسين بيج فاتح وناس بيج غامض وممكن ابو بيج غامض يكون بيج فاتح..
واحد لابس مبرقع والثاني لا بس مبرقع ويطلقون النار على بعض، والسحنات واحده، وجميعهم يصيح الله اكبر .
جماعة جالسة حول جثة تناقش هل ستأخذه ملائكة العذاب أم ملائكة الرحمة؟
بنت تهدي حبيبها فرس أبيض وأغنية لا علاقة لها بالفروسية.
تحتها واحد يتكلم في التنمية البشرية والعالم ماكل هوا.
صورة أب يبحث عن إبنه المفقود ويتمنى ان يراه حتى لو كان جثة.
ثم تسمع شخص يشتم خصومه ويضحك .
مقال عن أم كلثوم وكأنها صقر قريش .
سيدة تكتب عن أجمل رائحة عطر ..تعلق صديقة لها:"أجمل رائحة رائحة الفلوس "
واحد وجد مخالفة على زجاج سيارته مع تعليق يا اولاد الكلب .. وما بتعرف من يقصد.
وهكذا ..وكأنك في غرفة تعذيب .
**************************
فقدنا حاسة الجمال.. وما نسميه جمال هو تعود على التعصب والأوجاع حتى صرنا نسميه من الدين.. مثل ما تعودنا على الذل ونسميه صبر.
كعب بن زهير قال قصيدة الشهيرة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول..
ولأن المدرسين، فى المدارس الثانوية كانوا لطيفين، مؤدبين، فقد اكتفوا بأنه بدأ..كعادة الشعراء العرب بالنسيب، الغزل. ولم يكن ثمة حكم فقهى يمنع الغزل. فكعب بن زهير الواقف فى مسجد النبى عليه السلام، أمامه مباشرة، عقب صلاة الصبح، وصف حبيبته:
فرعاء مقبلة، عجزاء مدبرة
لا يشتكي منها قصر ولا طول
لا أعرف إن كان الصحابة قد فرغوا من الباقيات الصالحات، وتحصيناتهم، أم لا..ولكنهم وجدوا رجلا يصف امرأة وصفا دقيقا، مفصلا. لو كان يملك وقتذاك أيفون ذو كاميرا عالية الجودة، لأرسلها لهم على الماسنجر أو لأراها لهم على الأيفون..
لم يؤسس الفقهاء حكما، إنطلاقا من ذلك. ومن شدة استحسان النبى عليه السلام، كساه بردته الشريفة، وأجلسه جواره. لم نعثر على أنه نهى كعبا، وعامة الشعراء أن يكفوا عن التشبيب. أو أن يتغزلوا بطريقة إسلامية..
الرجل الجاهلي يفتح للحاضرون خيالا..لأنهم بشر طبيعيون..لم يفسد وصف سعاد صلاة الصبح، تلك..ولم يدنس قدسية المسجد النبوى.. بل جرى التعامل مع الأبيات من منظور فنى بحت..
لا يستطيع أحد أن يخرج من كونه إنسانا...فلماذا إدعاء الملائكية، فقط لأن هناك صورة أو وصف لامرأة..
********************
لا والله ما أنا بعلماني ولا كافر ولا مرتد ولا جاحد ..
ولكن فتنة بني إسرائيل مع طالوت نافذة
فينا.. الابتلاء بالنهر وجميعنا شربنا..
أرسل الي الصديق يسألني بتهكم :
هل تصوم وتصلي ؟ كيف تقضي أيام رمضان ولياليه؟
قلت :
هذا برنامجي وانت خذ منه ماتريد :
عندما اصلي اصلي بخشوع وليس رياء أو حمل أزيحه عن ظهري ..
وبعد ذلك مباشرة اذا كان لدي عمل انجزه ثم أجلس على اريكتي الأثيرة..
أطلع على أخر الأخبار، أتابع بعض الأصدقاء على الفيس وما يكتبون..ثم ابحر في مسلسل ربيع قرطبة، هذا المسلسل اتابعه على اليوتيوب في كل رمضان هو، ومسلسل ملوك الطوائف..
وهل تصدق أني أستمع الى آيات من كتاب الله بصوت عبد اللولي الأركاني وكانه لحن من ألحان السماء.
والنقشبندي افتتح به يومي " مولاي اني ببابك "
ثم أعيد قرأة رواية " أبن أوى" لكاتب فرنسي مجهول ..ثم اقوم وأحضر الافطار
اتابع ما تيسر من مباريات كرة القدم ..
أنهي ليلتي عند الثانية عشر ..