هذا الموقع تجريبي
Weather Data Source: weather for Amman

أقلام مختارة أما آن الأوان لنلتف حول الوطن؟*د. هيام عمر كلمات - صحيفة الراي

نعم، هذا الوطن الصغير الحجم، الكبير القلب استطاع احتضان حضارات سادت ثم بادت ومنذ آلاف السنين وبقي هو شامخا وخيراً للجميع. انتركه نهبا للارهاب والفساد والفتن والمخدرات وللإشاعات المغرضة وغالبيتها العظمى يغذى من الخارج. يغذى من القوى والشبكات الخارجية الهدامة التي لا تريد الخير لنا لا بل تهدف لتركيعنا لنرضخ للمؤامرات التي تحاك ضدنا في إطار واقع إقليمي منكوب يحيط بنا.


نشعر بالأسى ونحن نطلع على بعض البيانات التي تتضمن التهديد والوعيد. لسنا بصدد الدفاع عن حكومة الرزاز او اتهام من سبقوه، ولكنه الوطن الذي يئن من هذا الصخب والغضب والذي في بعضه القليل مبرر. ولكن عندما يكون الوطن في خطر يجب ان نهدأ لنفكر جميعا معا في الأسلوب الأنسب لدعمه بوحدتنا وتكاتفنا، للعمل معا في كيفية تقوية بنائه الداخلي لمواجهة المخاطر. هذا الوطن الذي يجب ان نحتضنه باهداب العيون ونقف مع قيادته وقواته المسلحة والأمن العام والدرك ونتكاتف معا كخلية النحل، لمكافحة الارهاب والفساد والمحسوبية من جهة، ولإيجاد الحلول المناسبة التي ترضي الغالبية. حيث ان إرضاء كافة الناس غاية لا تدرك، ولمواجهة السيناريوهات الخارجية التي تحاك ضده من جهة اخرى.


وفي هذا السياق نتساءل، اين الحكماء من ذوي التعليم العالي والخبرة ومن تولوا الحكومات والوزارات والجامعات والهيئات والمجالس بكافة أشكالها، والنقابات والأحزاب وممثلي العشائر والمخيمات وغيرها، ممن عملوا وتحملوا المسؤولية لسنوات عدة. يا سادة والسيدات الكرام اسمحوا لي أن اقول إن التقاعد لا يعني انتهاء المسؤولية في مثل هذه الظروف. لماذا لا يتداعى الحكماء والخبراء والمستشارون المذكورون وعلى مستوى المحافظات دون حصرها في عمان لتشكيل مجموعات من الفكر والخبرة Think tank groups للحوار فيما بينهم ومع أطياف المجتمع بخاصة الشباب وتعزيزه في ثقافتنا. وأن لا تكتفي بتحديد التحديات بل والأهم تقديم المقترحات حول الحلول الممكنة للحكومة وللمجالس دون الإكتفاء باحاديث الصالونات. آن الأوان ان نتداعى للوقوف مع الوطن بمثل هذه التشكيلات الخيرة للمساعدة في تنمية البلد والنهوض به دون تهميش لاية جهة بالعمل على مشاركتها في الحوارات التي تنظم. وان يكون أحد اهدافها التدريب على اساليب الحوار العلمية المقبولة بدون تشهير وإساءة.


علمنا جميعا أن الفقر او البطالة لم يكونا سمات مجموعة الفحيص والسلط الإرهابية فمنهم المهندس ومنهم الميكانيكي وغيرها من المهن، والجميع كانوا عاملين أي لم تكن البطالة هي الدافع وراء ما قاموا به، إنما فكر هدام تغلغل في نفوسهم وانحرف بهم. لذا فان أحد اهم التحديات التي يجب العمل على معالجتها من قبل الحكماء بالتعاون مع الجهات المسؤولة هي هذه الثقافة الهدامة التي تغتال عقول شبابنا. لا شك بان هناك مبادرات خيرة ولكنها محدودة في عمان وغيرها من المدن. وما ندعو له ليس بديلا لأية جهة إنما جماعات داعمة ومساندة لها، للوقوف امام المؤامرات المحاكة ضدنا الداخلية والخارجية بيد وقلب واحد.


وهنا نضيف إلى ضرورة العمل على تشكيل جماعات أحياء أو لجان أحياء، من سكان كل حي إناثا وذكورا وبالتعاون مع الأمن العام والبلديات للمشاركة في تنمية الأحياء والقيام بمبادرات محلية نابعة من المجتمع المحلي، ليتم تطبيقها دون الإنتظار للجهات الرسمية للقيام بها كالمحافظة على البيئة والأطفال من أي عنف واستغلال على سبيل المثال لا لحصر. والعمل على نقل حاجات الحي وتطلعاته للجهات المسؤولة ومن اهمها مجالس المحافظات والبرلمان. والمساهمة في توفير الأمن بخاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والمخدرات التي اصبحت منتشرة للاسف بين الشباب. ولتشكل مظلة اجتماعية آمنة لسكان الحي الواحد لكشف اية تحركات مشبوهة، بالتعرف على من يدخل للحي ممن هم ليسوا منه، وماذا يعمل، لا بدافع الفضول والتطفل إنما بدافع توفير الأمن. ولا ينتهي هذا الدور عند هذا الحد إنما العمل على تشكيل شبكة من هذه اللجان على المستوى الوطني لتبادل الخبرات ودعم كل لجنة للاخرى لتشكل مظلة اجتماعية وطنية شاملة بعون الله.