في القدس يمضي الكيان الصهيوني بقضم الأرض والإنسان ونحن نطالب أن تقاتل وحدها برعاية الله .
في القدس تستمر المباركة ومعها يستمر التهويد وهي معركة بين الحق والباطل ومعركة بين من يتكئ على بندقية وبين من لا يمتلك إلا الدعاء.
وربما نقول في قرارة أنفسنا اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا وأما نحن فإننا ها هنا قاعدون .
في القدس تجري عمليات التغير والتوسيع والتزوير والتلفيق والترقيع، كل ذلك يحدث ونحن ننتظر صلاح الدين الأيوبي كي يعود من جديد.
القدس بكل دلالاتها التاريخية والدينية والرمزية والإنسانية والحضارية مهددة، ألان أكثر من أي وقت مضى، ولكن قلوبنا التي ترحل إليها كل يوم لم تستطع تحريك سيوفنا التي بقيت في إغمادها للزينة وللتباهي وللاستعراضات الوطنية.
لقد أدرك الكيان الصهيوني امرأ ما زلنا نختبئ ونغطي الرؤوس كي لا ندركه أن القدس هي مفتاح الحل، كما أنها مفتاح الحرب،فمارس هذا الإدراك من خلال العمل على تغير الوعي واتخذت خطوات إستباقية في كل ما يتعلق بالقدس أرضا وسكانا، فعملت على تفريغ المدينة من أهلها العرب، وتضييق الخناق عليهم، من خلال تشديد شروط الحصول على "هوية القدس" التي تعطي الفلسطيني "حق البقاء" في المدينة.وهي وقاحة نستقبلها نحن بصمت المجبر الخانع وليس القابل بقضاء الله وقدره.
وقد استمد إسرائيل جرعات يومية من الوقاحة في هذا الاستهداف من خلال الصمت العربي والإسلامي الذي يجعل الكف لا يقابل البنادق.
فالقرارات الصهيونية بهدم كل من هو الإسلامي وعربي تتوالى ، فهل ننتظر أن يعطونا حجار القبة لنبكي على ملك أضعناه بأيدينا، ولنقف على الأطلال، أو نختبئ بالقول المأثور "أن للبيت رب يحميه".
القدس للتذكر فقط هي جزءاً من عقيدة المسلمين ، فيها المسجد الأقصى المبارك محور معجزة الإسراء والمعراج ؛ فإليه انتهى الإسراء ومنه بدأ المعراج إلى السماوات العُلا فالمعجزة جزء من العقيدة ؛ وفيه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً بالأنبياء والرسل جميعاً .
والقدس أيضا ليست بيتاً فلسطينياً مجردا ولا حتى بيتا عربيا كسائر البيوت، بل هي بيت لكل مسلم بل ولكل موحد ولكل من وقع عليه الظلم والقهر .
وتهويد القدس معناه الوحيد هو أن الأمة بأسرها مسلوبة الإرادة، بل هي امة في مهب الريح.
