لم يعد سرا ان الكشف المبكر على العديد من الامراض يؤدي الى ارتفاع نسبة الشفاء الى حد قد يصل الى المئة بالمئة.
نقول هذا الكلام ونحن نسمع عن امكانية شفاء الاطفال الذين تظهر عندهم بوادر السكري، او حتى مرض السرطان، او بعض الامراض التي تؤدي الى اعاقات دائمة.
اطفال يمكن علاجهم مبكرا اذا ما تم تشخيص حالاتهم سواء في مشاكل السمع، او النطق، او الابصار، او حتى امكانية الاصابة بشلل جزئي في بعض المناطق.
اعجبت بالعديد من المدارس الخاصة وحتى الحكومية وهي تتشدد في عملية الفحص الطبي للتلاميذ، والذي يندرج تحت مظلة برامج الصحة المدرسية.
من خلال هذه الفحوصات تم اكتشاف امراض في العيون، وتم انقاذ المئات من اخطار العمى، او ضعف مزمن في الابصار بعد ان تم تركيب النظارات الطبية اللازمة، او صرف الادوية المناسبة.
من خلال هذه الفحوصات تم ايضا معالجة الآلاف من التلاميذ في المرحلة الالزامية من تسوس الاسنان، كما تم اكتشاف امراض في القلب، او في الكلى، او في الصدر وتمت المعالجة.
اخبرني اخصائي العيون الدكتور سمير الملقي بان هناك اخطاء شائعة في علاج الحول او الكسل البصري الناتج عنه، وهو تحديد سن معينة للبدء في العلاج حيث يعتقد البعض ان الطفل يمكنه ان يتجاوز هذا المرض كلما نمت عيناه، وبلغت مرحلة النضج في النمو، لكن الصحيح هو عكس ذلك تماما اذ ان التأخير في علاج الحول يؤدي الى ضعف في نمو الاعصاب البصرية الخاصة بتلك العين والخلايا المسؤولة عن الابصار في الدماغ، وهو ما يعرف بكسل العين، وقد يؤدي الى تقلصات ثانوية في عضلات العين المصابة بالحول، او ربما في عضلات العين الاخرى مما يجعل علاج الحول اكثر تعقيدا.
من هذا المنطلق فاننا ندعو وزارة الصحة، والجهات الطبية في القطاعين العام والخاص، وجمعية العون الصحي الأردنية للتركيز على الطب الوقائي وتنظيم حملات اعلامية لتوعية المواطنين لفحص عيون اطفالهم، واسنانهم وسلامة سمعهم، ونطقهم واية امراض اخرى يمكن الكشف عنها مبكرا تمهيدا لمعالجتها حتى لا يندم المرء ويشعر بالذنب بعد ان ترك طفله منذ ولادته دون اية فحوصات تقوم الاجهزة الحديثة بالكشف عنها بالكمبيوتر واكثر ادوات التقنية تعقيدًا.