أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أن الإقليم شهد في السنوات الأخيرة زيادة في معدل حدوث فاشيات الأمراض، وارتفاع خطرها على نحو ملحوظ.
وقال المنظري، إنه أُبلغ في العام الماضي عن أكثر من 55 فاشية، مقابل 31 فاشية في عام 2021، و14 فاشية في عام 2020، كثير من تلك الفاشيات يُعزى إلى عدوى تنفسية؛ لافتا إلى أن العدوى التنفسية الحادة من الأسباب الرئيسة للاعتلال والوفاة في الإقليم، وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على الصحة والتنمية الاقتصادية فيه.
جاء ذلك، في كلمة للمنظري خلال الإحاطة الصحفية حول المؤتمر العلمي الثالث والاجتماع السادس لشبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط، المنعقد حاليا في العاصمة العمانية مسقط، وفق بيان صادر عن المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط اليوم الاثنين.
ودعا المنظري، في كلمته، إلى تعزيز الوقاية من الأمراض التنفسية والتأهُّب لها واكتشافها والتصدي لها في الإقليم، حاثا البلدان على تعزيز النظم والهياكل المتكاملة لترصُّد أمراض الجهاز التنفسي في إطار برنامج عمل أوسع لدعم الترصّد المتكامل للأمراض على المستوى المجتمعي.
ودعا إلى بناء القدرات في اكتشاف الأمراض التنفسية والوقاية منها ومكافحتها، ومنها الإنفلونزا الموسمية والفيروس المخْلَوي التنفسي ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وغير ذلك من الأمراض التنفسية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، إضافة إلى التوسُّع في تقديم التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية والبدء في تنفيذه.
كما دعا إلى تيسير إجراء البحوث لسد الثغرات المعرفية وتوجيه السياسة الصحية العامة، وربط الجهود العالمية بأولويات البلدان، وتيسير تبادل المعارف والتعاون بشأن الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية، وتعزيز نهج الصحة الواحدة.
وأشار المنظري في كلمته إلى اكتمال تنفيذ إحدى المراحل الرئيسية في ترصُّدِ الأمراض خلال فترة جائحة كوفيد-19، إذ طوَّرت جميع بلدان الإقليم العديد من القدرات الأساسية بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005)، ومن ذلك الترصُّد، والخدمات المختبرية، والإبلاغ عن المخاطر، والوقاية من العدوى ومكافحتها، وغير ذلك الكثير.
وأضاف، أنه ينفذ 21 بلدًا من بلدان الإقليم الاثنين والعشرين، حاليا، ترصُّد الأمراض التنفسية الحادة الوخيمة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا، بطرق وسمات متطورة لجمع البيانات وتحليلها.
وشدَّد المنظري على أهمية التعزيز المستمر لترصُّد الأمراض ونُظم الإنذار المبكر من أجل الكشف المبكر عن فاشيات الأمراض التنفسية، ولا سيما في حالات الطوارئ المعقدة كتلك التي تواجهها عدة بلدان في الإقليم.
و تأتي أعمال المؤتمر العلمي الثالث والاجتماع السادس لشبكة ترصُّد العدوى التنفسيّة الحادة في إقليم شرْق الـمُتوسط، التي انطلقت في العاصمة العُمانية مسقط، اليوم، بتنظيم من منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع منظمات شريكة، وباستضافة وزارة الصحة العُمانية.
ويهدف المؤتمر العلمي الثالث، الذي ينعقد بعنوان " تحسين التأهُّب، والكشف المبكِّر، والتصدي السريع للأمراض التنفسية"، والاجتماع السادس للشبكة إلى رسم ملامح الخطط المقبلة للأمراض التنفسية الحادة في الإقليم.
وسيشهد المؤتمر، خلال فترة انعقاده، مناقشات مكثفة بمشاركة أكثر من 200 متحدث ومشارك من وزارات الصحة والخبراء الإقليميين والعالميين، علاوة على منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.
(بترا)