الأرزاق بيد الله تعالى، وهو أمر مفروغ منه كما ورد في الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أم سعيد).
على الإنسان أن يعمل بالأسباب المشروعة لجلب الرزق، وأنت سائر في الطريق الصحيح، فأنت تدرس في قسم الهندسة المدنية، وهو أحد أسباب كسب الرزق، ولعلك تصبح مهندسا مرموقا.
الله تعالى هو مقسم الأرزاق، فهذا يجعله غنيا لأنه لا يصلح له إلا الغنى، ولولا ذلك لانحرف، والآخر يجعله فقيرا، ولو أغناه الله لانحرف، ومنهم بين هذا وذاك، يقول تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
إذا أيقنت أن الرزق مقسوم فلا تفكر فيه، ولا تصغ لوساوس الشيطان؛ لأنه يخوف الناس في هذا الباب ويعدهم بالفقر، كما قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
عليك الاهتمام بأمر أخواتك؛ فذلك من برك بوالديك، ومفتاح من مفاتيح الرزق، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه).
أنصحك بأن توثق صلتك بربك سبحانه، وأن تجتهد في تقوية إيمانك، وتكثر من الأعمال الصالحة فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما وعد الله بذلك فقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
التزم بورد يومي من القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
حافظ على الذكر الذي علمه نبينا عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة وزوجها علي رضوان الله عليه حين أتته فاطمة تطلب منه خادما يعينها في أعمالها فقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم. قال علي ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين)، فإن داومت على ذلك أعانك الله على قضاء أعمالك بنفسك دون الحاجة إلى معين سوى الله تعالى.
عليك بأسباب الرزق، والتي من أهمها:
- تقوى الله تعالى يقول سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ).
- التوكل على الله يقول جل شأنه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
- كثرة الاستغفار كما قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- صلة الأرحام كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه).
- لا تتعاطى مع وساوس الشيطان، واقطع خواطره بالاستعاذة وتلاوة الآيات التي تتحدث عن الرزق.
- أحسن الظن بالله تعالى كما ورد في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء).