ارتفع صافي أرباح شركة البوتاس العربية خلال العام الماضي 2022، لتصل إلى 601 مليون دينار، مقارنة بـ 217 مليون دينار خلال العام 2021.
كما ارتفع صافي الإيرادات الموحدة للشركة في نهاية العام الماضي لتصل إلى حوالي 1.3 مليار دينار، والربح التشغيلي الموحد ليصل إلى حوالي 738 مليون دينار، مقارنة مع 239 مليون دينار في العام 2021.
وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب في بيان اليوم الاربعاء، أهمية النتائج المالية المتحققة، مبيناً أن الخطة المُحكمة التي وضعتها وقامت بتنفيذها الإدارة التنفيذية للشركة بحصافة وكفاءة عالية وبدعم من مجلس الإدارة، ساهمت في الارتقاء بمستوى أداء "البوتاس العربية" خلال السنوات القليلة الماضية ومكّنتها من تحقيق نتائج متميزة على كافة أصعدة أنشطتها في التخطيط والإنتاج والتسويق.
وأوضح أن النتائج المالية المتميزة التي حققتها الشركة مع نهاية العام الماضي، والتي تعد الأعلى في تاريخ الشركة، انعكست إيجاباً على مدفوعات الشركة من رسوم وضرائب وعوائد تعدين وتوزيع أرباح لخزينة الدولة، حيث ارتفعت في نهاية العام الماضي لتبلغ حوالي 404 ملايين دينار.
وأضاف أن أداء الشركة المالي انعكس على مساهمتها في احتياطي العملات الأجنبية في المملكة، حيث ارتفع مجموع العملات الأجنبية الموردة من قبل الشركة وشركاتها التابعة والحليفة في العام الماضي ليصل إلى حوالي 2.4 مليار دولار، مقارنة بنحو 1.3 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام 2021.
وتطرق أبو هديب إلى العوامل الخارجية التي أثرت على سوق الأسمدة العالمي في العام 2022، الذي عانى من حالة التذبذب وعدم الاستقرار جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وما نجم عنها من نقص في إمدادات مادة البوتاس، ما زاد من مسؤولية شركة البوتاس العربية المحوري في تأمين احتياجات شركائها العالميين من مادة البوتاس الأردنية ذات الجودة والنقاء العاليين، وعززت بالتالي من مستويات الأمن الغذائي العالمي.
وفيما يتعلق بالنتائج المالية للشركات التابعة والحليفة لشركة البوتاس العربية ومنها؛ شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية "كيمابكو" وشركة برومين الأردن، بين المهندس أبو هديب، أن الدخل المتأتي للشركة وتوزيعات الأرباح من هذه الاستثمارات ارتفع مع نهاية العام الماضي ليصل إلى ما يزيد على 112 مليون دينار في العام الماضي، مقارنة مع 70 مليون دينار في العام 2021.
ولفت إلى أن الشركة واصلت العام الماضي تنفيذ محاور استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية والتي سعت من خلالها إلى تعزيز دورها المجتمعي المسؤول تنفيذا للرؤى الملكية السامية بأن الأولوية تكمن في تأمين حياة أفضل للأردنيين ودعماً للجهود الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في البلاد، مشيراً إلى أن القطاعات التي تدعمها الشركة ضمن استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية هي؛ التعليم والصحة والعمل الاجتماعي والمياه، والبيئة، والنشاطات الثقافية، وغيرها.
وأثنى أبو هديب على دور الحكومة الأردنية في تهيئة البيئة الاستثمارية عبر القوانين والتشريعات الناظمة للاستثمار في المملكة، وأسهمت بشكل كبير في تمكين الشركة من تحقيق أهدافها الرئيسية، موضحاً أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أُطلقت بدعم ملكي قد أبرزت الدور المحوري والتنموي لقطاع التعدين والأسمدة خلال السنوات الـ10 المقبلة.
بدوره، كشف الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، أن الشركة تعمل على تنفيذ خطط مستقبلية ومشاريع توسعية في إنتاج البوتاس وغيرها من الصناعات المشتقة، والاستثمار في البنى التحتية في الشركة للسنوات الـ5 المقبلة بتكلفة تقديرية تبلغ 1.2 مليار دينار، فيما بلغ حجم الإنفاق الرأسمالي للشركة خلال السنوات 2019- 2022 حوالي 600 مليون دينار.
وبين أن المشاريع التوسعية للشركة وخططها المستقبلية تتضمن الدخول لأسواق عالمية جديدة، إضافة إلى تحسين مركزها التنافسي في الأسواق التي تتعامل معها، حيث تعمل الشركة على دراسة مجموعة من المشاريع الاستثمارية الكبرى من أهمها، مجمع الأسمدة المتخصصة، والتوسع في إنتاج المواد المشتقة الأخرى من خلال شركاتها التابعة والحليفة، إضافة إلى إنتاج مواد سمادية أخرى لا يتم إنتاجها حالياً في المملكة.
ولفت النسور إلى أن "البوتاس العربية" باشرت بالتباحث مع شركات عالمية وإقليمية ومحلية متخصصة في عدة مجالات لعقد شراكات استراتيجية بهدف تطوير قطاع الأسمدة في الأردن من خلال إيجاد فرص التكامل والنمو في القطاع، وذلك في ظل توافر عنصرين هامين في المملكة من العناصر السمادية الثلاثة، متوقعاً أن تطلق "البوتاس العربية" خطتها طويلة الأمد بهذا الخصوص خلال العام الحالي والتي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في القطاع.
وأشار إلى أن الخطط التوسعية للشركة تشمل؛ التوسع الشمالي والذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من مادة البوتاس بواقع 140 ألف طن سنويا، والتوسع الشرقي ويهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من مادة البوتاس بواقع 120 ألف طن سنوياً، إضافة إلى دراسات بشأن التوسع الجنوبي والذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من البوتاس بواقع 500-700 ألف طن سنوياً.
وأوضح أن الشركة تنفذ منذ العام 2019 نموذجا تسويقيا وماليا مرنا وفعّالا يقوم على التقييم الواضح للفرص المتاحة وزيادة الهوامش الربحية عن طريق زيادة حصة الشركة السوقية في الأسواق الآنية ذات العائد المرتفع، مع التركيز على النمو ومحركات القيمة المضافة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على النتائج المالية القياسية المتحققة في العام 2022، وعلى إنتاجها لمستويات قياسية من مادة البوتاس، وصلت إلى 2.684 مليون طن والتي تعد الأعلى منذ تأسيس الشركة، لافتاً إلى أن الشركة تمكنت أيضاً خلال العام 2022 من زيادة قدرتها الإنتاجية من البوتاس الحُبيبي الأحمر الذي يمتاز بمردوده العالي.
وأشار النسور إلى أن الشركة عملت خلال العام الماضي على تلبية احتياجات الأسواق المختلفة من مادة البوتاس في مختلف القارات، ومن أهم تلك الأسواق السوق الأوروبي، إضافة إلى استمرار الشركة بالوفاء بالتزاماتها التعاقدية لتزويد أسواقها التقليدية، التعاقدية منها والآنية، بالكميات المطلوبة في تلك الأسواق، حيث تمكنت الشركة من بيع 2.621 مليون طن من مادة البوتاس مع نهاية العام الماضي.
وأشار إلى دور الميناء الصناعي الجديد الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني في حزيران العام الماضي، في تمكين الشركة من زيادة صادراتها من مادة البوتاس، إذ أن من شأن هذا المشروع أن يرفع من قدرة المناولة من 5 ملايين طن لتصل إلى حوالي 10 ملايين طن من المنتجات الصناعية لشركتي البوتاس العربية ومناجم الفوسفات الأردنية والشركات الأخرى التي تستخدم هذا المرفق الحيوي.
وأكد أن شركة البوتاس العربية ماضية في تنفيذ أهدافها وخططها الموضوعة، والتي سيتم تدعيمها من قبل مركز الأبحاث والتطوير والابتكار الذي شارف على الانتهاء، حيث سيكون لهذا المركز دور أساسي في النهوض بالنشاط البحثي، وفي استحداث منتجات متنوعة جديدة، والارتقاء بالفاعلية والإنتاجية وتعزيز الاستدامة للانتقال نحو المستقبل بمزيد من الثبات والاستعداد.
وعبر النسور عن تقدير الإدارة التنفيذية لجميع الموظفين والعاملين في شركة البوتاس العربية الذين ترسخت لديهم ثقافة العمل الجاد والمخلص والإنتاجية الفاعلة، وأفضت إلى تحقيق الشركة لنتائج مالية متميزة، مثمناً التعاون الدائم والمستمر من قبل الوزارات والدوائر ذات العلاقة بعمل الشركة، وكذلك المجتمعات المحلية لدورها في إنجاح أعمال شركة البوتاس العربية.
--(بترا)