بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية الشقيقة الدكتور عبدالله بوحبيب، العلاقات الأخوية بين البلدين، وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وأكد الوزيران خلال اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الحرص المشترك على البناء على العلاقات التاريخية بين المملكة ولبنان وزيادة التعاون الذي يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد اللقاء، أكد الصفدي استراتيجية العلاقات الأردنية اللبنانية وتاريخيتها، مشيراً إلى "عقود من التعاون والتنسيق والعمل المشترك من أجل خدمة مصالح بلدينا الشقيقين، والإسهام في خدمة مصالحنا وقضايانا العربية بشكل عام".
وقال إن الأردن سيستمر في الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق لتجاوز الأزمة التي يواجهه من أجل "أن يستعيد أمنه وألقه وبريقه ومكانته منارة في منطقتنا العربية".
وأضاف أن دعم المملكة للبنان بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ثابت ومستمر، لكن الإصلاح والمعالجة يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني "ونحن نثق بأن أشقاءنا اللبنانيين سيكونوا قادرين على تجاوز التحديات والوصول إلى التوافقات الضرورية من أجل تفعيل العمل المؤسساتي وتمكين هذه المؤسسات من خدمة مصالح لبنان وخدمة الشعب اللبناني الشقيق، الذي ينظر دائما إليه الأردن شعباً شقيقاً نعتز به وبعلاقتنا معه".
وأشار الصفدي إلى أن محادثاته مع بوحبيب تناولت التعاون الاقتصادي، وبما في ذلك تزويد المملكة لبنان بالكهرباء عبر سوريا، فور إنجاز لبنان اتفاقه مع البنك الدولي الذي سيمول مشروع الربط الكهربائي.
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، قال الصفدي إن توفير العيش الكريم للاجئين ليست مسؤولية الدول المستضيفة فقط بل مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي.
وأضاف "سنستمر في القيام بكل ما نستطيعه من أجل توفير العيش الكريم للاجئين إلى حين توفر الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلدهم".
وأكد الصفدي أن اللاجئين السوريين "أشقاء ضحايا أزمة كارثية وبالتالي لن يجدوا في الأردن إلا ما وجدوه دائماً من دعم وإسناد إلى حين أن يعودوا إلى بلدهم التي نأمل أن تستعيد أيضاً عافيتها وأمنها واستقرارها ودورها."
وأشار إلى أن المملكة تعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، عبر المبادرة الأردنية القائمة على دور عربي ينخرط بشكل مباشر مع الحكومة السورية وفق منهجية الخطوة مقابل الخطوة للتوصل إلى حل متدرج ينهي هذه الأزمة ويعالج كل تبعاتها السياسية والإنسانية والأمنية.
وأضاف أن الأردن ولبنان "دولتان جارتان لسوريا الشقيقة ومعنيان بشكل كبير في أن تنتهي هذه الأزمة وفي أن نتجاوز هذه الكارثة التي دفع الشعب السوري الشقيق ثمناً كبيراً لها، وتحملنا نحن في المنطقة أيضاً انعكاساتها السلبية علينا جمعياً".
ولفت إلى أنه بحث ووزير الخارجية اللبناني القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتصدي للأجندات المتطرفة التي تحاول استباحة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والحؤول دون التوصل إلى حقوقه السياسية كاملةً، خصوصاً حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 على أساس حل الدولتين.
وقال "أكدنا موقفنا الثابت بأننا نقف بكل إمكانياتنا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه ومستمرون في التنسيق وفي العمل إقليمياً ودولياً من أجل وقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات مستمرة لحقوقه، ووقف محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة".
وأضاف الصفدي "جلالة الملك، الوصي على هذه المقدسات، دائماً يوجه ويتابع بشكل مباشر الجهود التي تقوم بها المملكة من أجل حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية".
من جانبه، أكد بوحبيب عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وثمن الجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم لبنان.
وقال "أحمل شكر الشعب اللبناني لجلالة الملك وللشعب الأردني لكل المساعدات الإنسانية التي أرسلت للبنان عند كل فاجعة وكارثة حلت به، وتحديداً بعد الانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت في آب 2020".