احتفى أكاديميون ومثقفون، في قاعة دائرة المكتبة الوطنية بعمان، بإشهار كتاب "خاطرة صباح الجمعة" لرئيس الجامعة الأردنية السابق الدكتور الطبيب عبدالكريم القضاة مساء اليوم السبت
وفي الاحتفائية التي رعاها وزير الثقافة الأسبق الأديب الدكتور صلاح جرار، وأدارها الكاتب والصحافي رمزي الغزوي، نوهت الزميلة الصحافية فلحة بريزات في مشاركتها بالندوة الاحتفائية بأن خواطر الكتاب التي بلغت ما يزيد على 190 خاطرة المتكئة على حكايات وتجارب مُعاشة تنهل من حب مؤلفه للشعر وتذوقه للأدب وتقربه من الله، مشيرة إلى أن هذه الخواطر تمنح القارئ فضاءاتِ من الضوء والظل، ومساحاتِ من الأمل والفرح بعد أن تأخذك في رحلةٍ زمنيةٍ تفاصيُلها عمرَ كاتبِها، تكادُ أن تكونَ رحلةً مرئية لعمقِ الفكرةِ، وجماليةِ التعبير ، وصدق الروايةِ مغلفةَ بآيات ربانيةٍ وبمسحةٍ صوفية، لا تملك إلا أن تتذوقها.
وأضافت بريزات في الاحتفائية التي حضرها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية وعدد كبير من الأكاديميين والأطباء، أن الخواطر في كتاب "خاطرة صباح الجمعة" فيها حكاياتٌ تتشابك مع بعض من تفاصيلِ حياتنا، كيف لا وفيها فوحُ الأمهاتِ وبَوحهم، وقلقُ الآباءِ وشقوتِهم، ورائحةُ الأحفاد وشقاوتهِم.
ولفتت إلى أن الخواطر اكتسبت لون الحقيقة من سيرةٍ اكتظت بأحداث أطلعنا عليها الدكتور القضاة بلا تجميل أو تكحيل مسترسلا حيناً، ومقلاَ حيناً آخر وفقا لأبجديةٍ من الزهور جمعت في ثناياها: المكان َ، والزمانَ ، والطب والأدب، ورائحةَ الأرض وكرم البيوت وخباياها، وذكرى الراحلين ووجع الفَقد، بركة رمضان وظلال العيد، وتضحيات الشهداء ولون الدماء، والكرامة، وفلسطين وحيفا وعجلون وعمان .
وفي كلمته نوه الدكتور جرار بثقافة المؤلف الدكتور القضاة، مشيرا إلى أن مسقط رأس الدكتور القضاة، قرية عين جنة التي تتميز بطبيعتها الساحرة الخلابة وتدعو إلى التأمل والإبداع.
واستعاد تجربة الدكتور القضاة خلال رئاسته للجامعة الأردنية وإيلائه الثقافة شأنا كبيرا لما تمثله من انعكاس إيجابي على قدرات طلبة الجامعة من وعي وإدراك وتميز ونجاح علمي، مؤكدا أن الدكتور القضاة منحاز للثقافة والمثقفين.
واستعرض أبرز كتب الدكتور القضاة في الموضوعات العلمية والطبية علاوة على العديد من الأبحاث في مجال الثقافة .
فيما لفت الكاتب الغزوي إلى الملامح الجمالية في الكتاب والتي تعكس مراحل من عقود ماضية من زمن الآباء والأجداد والقرية وتضمنته عدد من خواطر الكتاب في أسلوبية تقترب من السرد القصصي .
ومن جهته أشار الدكتور القضاة إلى أن أول محرك لكتاب "خاطرة صباح الجمعة" كان من أن أحد طلبته أنجز كتابا من هذا النوع واسماه "من القلب إلى الروح" ، مشيرا إلى أنه كان يريد أن يطلق على كتابه "خاطرة صباح الجمعة" عنوان "الهروب من الواقع" إلا انه استقر على اسمه الحالي.
واستعرض القضاة في حديثه جزءا من نشأته في قرية عين جنة بمحافظة عجلون وأسرته ومراحل دراسته وسيرته وتأثره المبكر بجماليات محيطه واهتمامه الكتابة والثقافة والأدب .
ولفت إلى أن ما يجمع مهنة الطب والشعر والأدب ارتباطها بالمشاعر الإنسانية ولهذا نجد التقاطع بين الطبيب والكتابة التي تعبر عما يجول في خواطره من مشاعر.
وقرأ في الندوة عددا من الخواطر التذي تضمنها كتابه.
وفي ختام الندوة الاحتفائية وقع الدكتور القضاة للحضور نسخا مهداة من كتابه.
--(بترا)