وضع المجلس الاعلى للسكان قضايا الشباب على أولويات القضايا السكانية والتنموية التي يجب العمل عليها خلال السنوات القادمة ادراكاً منه للدور المحوري الذي يلعبه الشباب كون الاردن مقبل على تحول ديموغرافي وفرصة سكانية من أبرز ملامحها نمو فئة السكان في أعمار القوى البشرية (15-64 سنة) والتفوق بشكل كبير على نمو فئة المعالين في الأعمار دون الخامسة عشرة و 65 سنة فأكثر
وتتطلب الفرصة السكانية الاستثمار الأمثل لفئة القوى البشرية خاصة الشباب ورفع وعيهم الصحي وتقديم الخدمات الصحية اللازمة وتعزيز السلوكيات الصحية لديهم. وتشكل فئة الشباب 20 % من مجموع السكان في الاردن الامر الذي يتطلب معادلة تنموية واضحة ومتوازنة للتخطيط المستقبلي، مما يستدعي العمل على تطوير منظومة خدمات صحة جنسية وانجابية صديقة للشباب تتواءم مع السياق الثقافي المحلي ومع سياق الشرائع والديانات السماوية وتلبي احتياجات الشباب الصحية والاجتماعية والنفسية، على أن تتبناها جميع الجهات المعنية والمهتمة بالعمل مع الشباب وبما يتوافق مع المعايير الدولية للخدمات الصحية الصديقة الشباب.
وتحقيقا لذلك قام المجلس عام 2017 بإعداد ملخص سياسات "خدمات صحية صديقة للشباب في مجال الصحة الانجابية" حيث شخص الملخص واقع حال تقديم خدمات صحة انجابية للشباب في الاردن، وكان من أبرز التحديات :
- حساسية تقديم الخدمة ثقافيا واجتماعيا،
- ضعف في تناول قضايا الصحة الانجابية والجنسية حسب المنهاج الدراسي، ولجوء الشباب عادة الى الحصول على المعلومات من شبكات التواصل الاجتماعي والاصدقاء ممن لديهم تجارب سابقة،
- تبين من خلال مقابلة بعض المؤسسات المقدمة للخدمات الصحية بأن الخدمات والانشطة المتوفرة لا تعتمد على معايير وطنية، ولا تتوفر هذه المعايير على مستوى القطاع العام،
- نقص الخدمات المخصصة للشباب كالمشورة والارشاد والتوجيه، وعدم توفر مكان مخصص لتقديم الخدمة للشباب.
- أن استمرار هذا الوضع في تلقي الشباب معلومات من مصادر غير موثوقة، وضعف خدمات الصحة الانجابية المقدمة لهم سيؤدي الى ظهور سلوكيات خطرة لها تبعيات سلبية صحية واجتماعية واقتصادية على الشباب أنفسهم وعلى المجتمع.
وقد حلل الملخص خمسة بدائل لسياسات مقترحة لمعالجة هذه التحديات في توفير خدمات صحية صديقة للشباب في مجال الصحة الانجابية، كان من أهمها تطوير معايير وطنية لتقديم خدمات صحية صديقة للشباب في مجال الصحة الانجابية مع مراعاة حساسية الثقافة المحلية والقيم الدينية.