هذا الموقع تجريبي
Weather Data Source: weather for Amman

إيمانيات كظم الغَيْظ في السنة المطهرة
كَظْم الغَيْظ خلق عظيم من مكارم الأخلاق، ويؤدي لثمرة عظيمة في حياة الناس والتحامهم وتآلفهم وانخراطهم في أعمالهم وبين بعضهم في مجتمعاتهم وأسرهم، بشكل إيجابي ودون كثير مشكلات أو معوقات.

وهذا التعبير يتكون من كلمتين (كَظْم الغَيْظ) كظم لغةً: كظم - كَظَمَ: [ ك ظ م ]. (فعل: ثلاثي لازم متعد بحرف). كَظَمْتُ ، أَكْظِمُ ، اِكْظِمْ ، مصدر كَظْمٌ ، كُظُومٌ . فحين نقول «كَظَمَ الوَلَدُ» أي: سَكَتَ عَنِ الكَلاَمِ. «كَظَمَ عَلَى غَيْظِهِ»: حَبَسَهُ وَأَمْسَكَ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ عَنْهُ. «نَفَرَ أَشَدَّ نُفُورٍ وَكَظَمَ الرَّغْبَةَ بِجُهْدٍ أَلِيمٍ». (ع. م. العقاد). «{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}: كاظم غيظه شديد الإخفاء لما يشعر به من حُزن، - { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }». المعجم الوسيط 

الغَيْظُ لغةً: الغَيْظُ - غَيْظُ: مصدر غاظ .غيظ - تغييظا: الغَيْظُ : شعورٌ بالغضَب الشديد من إِساءة يُلْحِقها به أَحدٌ.المعجم الوسيط 
اصطلاحاً كظم الغَيْظُ قد وجه الله تعالى عباده المؤمنين لضرورة التحلي بالصبر وكظم الغيظ، بل والدفع بالتي هي أحسن. فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم لتقوى الروابط وتتآلف القلوب، ويُبنى ما تهدم من الروابط الاجتماعية، ولننال رضى الله وجنته. إن الشرع المطهر قد أجاز لنا أن نعاقب بمثل ما عوقبنا به، لكنه مع ذلك بيَّن أن العفو وكظم الغيظ أفضل وأحسن.

كظم الغَيْظ في السنة المطهرة
من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء " 
عن ابن عمر - رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله ﷺ: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام».
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله».
عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي ﷺ مَرَّ بقومٍ يصطرعون؛ فقال: «ما هذا؟» قالوا: فلانٌ ما يُصارع أحدًا إلا صرعه، قال: «أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجلٌ كلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلبَ شيطانه وغلب شيطان صاحِبِهِ».
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول اللّه ﷺ إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا - فأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض - : «من أنظر معسراً أو وضع عنه؛ وقاه اللّه من فيح جهنم، ألا إن عمل الجنة حَزْن بربوة (ثلاثاً)، ألا إن عمل النار سهل بشهوة، والسعيد من وقي الفتن، وما من جرعة أحبُّ إليَّ من جرعة غيظ يكظمها عبدٌ، ما كظمها عبدٌ للّه إلاَّ ملأ اللّه جوفه إيماناً».
عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن يُنفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء».