سفراء نيوز- عودة الجعافرة – يشكل بناء مدرسة الكرك الثانوية للبنين لوحة معمارية هندسية فريدة بنوعها، ويتصف بغاية الدقة والدلالات والمعاني باعتبار أن البناء معلم يسرد مراحل تطور التعليم بالأردن.
وقال الباحث حامد النوايسه خلال تقديم برنامج "ومضة تاريخية" عن مدرسة الكرك بمناسبة إدراجها على قائمة التراث الإسلامي من إعداد مديرية الثقافة مساء أمس، إن بناء مدرسة الكرك لا مثيل له إلا بناء واحدا في إسطنبول بتركيا.
وبين أن الزائر للمدرسة التي بدأ التدريس بها عام 1899 وبنيت أيام الحكم العثماني للمنطقة عام 1893 وبتبرعات من الأهالي، يلاحظ تقدم الواجهة الأمامية للبناء وكأنها ترحب بضيوفها وزوارها، بينما يمثل الباب الرئيسي للمدرسة مدخلا للعلم والمعرفة.
وبين النوايسه، أن البناء، يتكون من طابقين ونوافذ على شكل أقواس وقاعة سماوية وغرف صفية واسعة ومداخل وأدراج صممت بطريقة فنية تبهر الزائر، ناهيك عن موقع المدرسة المميز على أطرف المدينة، حيث الطبيعة والجمال والسكون بعيدا عن صخب المدينة، بينما تختلج في النفس الحيرة حول السر وراء أعداد النوافذ والأبواب بطوابق المدرسة ولكن الحيرة سرعان ما تتبدد بعد معرفة أن عددها يمثل أيام الأسبوع ومجموعها يمثل عدد أشهر السنة وعدد أبراج السماء.
وأكد، أن المدرسة كانت تخرج طلابها بالمرحلة الإعدادية ومن ثم الانتقال إلى مدرسة السلط الثانوية، حيث أنها خرجت المئات من أبناء الوطن من قادة فكر وسياسة وعلم بمختلف التخصصات لرفد الدولة بخيرة الأشخاص المتعلمين.
يشار إلى أن مدخل المدرسة مزين بلوحة رخامية خط عليها أبيات شعرية، فيما يلخص التطور التاريخي للمدرسة مراحل تطور التعليم في الأردن، حيث كانت تسمى قديما مكتب العشائر قبل أن تسمى المدرسة الرشدية لأنها ترقى الطلاب إلى مرحلة الرشد.
وحرصا على حفظ وثائق المدرسة التي تضم حوالي 30 ألف وثيقة تختزن الكثير من الذاكرة الوطنية، فقد عملت بلدية الكرك وبالتعاون مع مديرية التربية على ترميم نحو 5 آلاف وثيقة تبرز نوعية التعليم المتبع والأنظمة المالية والإدارية والامتحانات وسجلات الطلبة والأسئلة والاهتمام باللغة العربية والحساب.
--(بترا)